الإنتاج يتراجع % 60 ساحلاً.. صفيحة الزيت بـ 200 ألف برغم «الطاووس»

سعر مبيع الزيتون الأخضر 4 إلى 5 آلاف ليرة للكلغ (حسين سعد)
سعر مبيع الزيتون الأخضر 4 إلى 5 آلاف ليرة للكلغ (حسين سعد)


لم يجن المزارع أبو محمد من بستان الزيتون، الذي يعمل على قطافه سنوياً، ويتقاسمه مع صاحب البستان، سوى 400 كلغ من الزيتون، أي ما يعادل 20 في المئة من إنتاج الموسم السابق، الذي تجاوز 2000 كلغ.

ويفيد مزارعون "السفير" بأن "موسم الزيتون للسنة الحالية، الذي بدأ قطافه في المناطق الجنوبية الساحلية، قد تراجع بنسبة تتجاوز 60 في المئة كمعدل وسطي". ويعيد مزارعون سبب ذلك إلى الأمراض التي تصيب الزيتون، لا سيما مرض عين الطاووس من جهة، وسوء العناية بشجرة الزيتون.

أمام تفاقم الأوضاع الاقتصادية للمواطنين، الذين يحاولون تقليص استهلاكهم من الزيتون والزيت، لا يخفي مزارعون، خصوصاً المالكين منهم، الأعباء المتزايدة على كلفة إنتاج الزيتون والزيت، في ظل ارتفاع أجور العمّال، ومواد رش المبيدات، لمكافحة الحشرات والتقليم وتكاليف عصر الزيتون وسواها من المتوجبات الأساسية، في وقت تحافظ فيه الأسعار على حالها بين 150 و200 ألف ليرة لصفيحة الزيت، وأربعة إلى خمسة آلاف ليرة لكلغ الزيتون الأخضر.

نظرية غير دقيقة

"موسم الزيتون هذا العام شحيح جداً، والإنتاج لم يساوِ نصف إنتاج الموسم السابق"، هذا ما يؤكده المزارع محمد عز الدين لـ"السفير"، موضحاً أن "هناك عرفًاً بأن الزيتون، يعطي إنتاجاً وافراً في موسم، لا يُعطيه في الموسم الذي يليه، لكن هذه النظرية غير دقيقة، لأن عدداً كبيراً من بساتين الزيتون، التي يتم الاعتناء بها من مختلف النواحي، تعطي دائماً إنتاجاً وافراً أو مقبولاً على الأقل".

كذلك يؤكد رئيس "التعاونية الزراعية العامة في دير قانون النهر" سليمان نجدي، التي تعتبر من أكبر البلدات المنتجة للزيتون في منطقة صور، أن "إنتاج الزيتون هذا العام كان ضئيلاً، نسبة إلى الموسم الماضي"، كاشفًا لـ"السفير" أن "صفيحة الزيت تباع بـ150 ألف ليرة، بينما مزارعين عديدين يبيعونها بـ175 أو 200 ألف ليرة، معيدين ذلك إلى نوعية إنتاجهم".

مرض فطري

يلحظ نجدي أن "السبب الرئيسي في تراجع إنتاج الزيتون لهذا الموسم، يعود إلى الأمراض ومنها مرض الطاووس، الذي يصيب الزيتون ولم يجر التخلص منه"، موضحاً أن "مكافحة هذا المرض، لا يمكن أن تحصل إلا برشّ البساتين بالمبيدات، المضادة له، لأن رشّ بستان واحد دون سواه لا يعطي نتيجة كافية".

وفي هذا الإطار، يفيد المهندس الزراعي محسن جفّال "السفير" بأن "مرض عين الطاووس المستوطن في المناطق الرطبة، هو عبارة عن مرض فطري، يتكاثر على سطح التربة، وينتقل إلى الجذوع والأغصان والأوراق التي تتساقط، ما يؤثر في عملية الإنتاج ونوعية الزيت".

ويوضح جفّال أن "وزارة الزراعة، وزعت على البلديات كميات كبيرة من الأدوية لمكافحة هذا المرض، التي بدورها وزعتها على المزارعين، إلا أن غالبية المزارعين لم تستخدمه"، لافتاً الانتباه إلى أن "المكافحة الفعلية للمرض، تبدأ بعد قطف موسم الزيتون مباشرة، حيث يُصار إلى رش أشجار الزيتون بالمبيدات النحاسية".

تعليقات: