ساحة جديدة مرجعيون
مرجعيون -
بينما تعيش المناطق اللبنانية هذه الايام حالة من عدم الاستقرار والفوضى الأمنية، يعيش الداخل الجنوبي نعمة أمنية بفضل انتشار الجيش اللبناني والقوات الدولية باستثناء بعض المماحكات الأمنية على الخط الأزرق تتسببها الخروقات الاسرائيلية وتحرشات قواتها للحؤول دون الحياة الهادئة للناس ولعدم إبقاء الجنوب منطقة تعايش وعيش مشترك بين مواطنيه.
ومرجعيون تشكل القلب النابض للأمن والهدوء بوجود اللواء التاسع في الجيش اللبناني المنتشر في القطاع الشرقي بقيادة العمد الركن أحمد بدران الذي يوزع الدوريات نهاراً وليلاً على مناطق القطاع الشرقي وتخوم الخط الأزرق انطلاقاً من مقر عملياته في ثكنة مرجعيون، كما يساهم في ذلك تواجد قيادة موقع مرجعيون في الجيش الموجودة في ذات الثكنة بقيادة العميد الركن فؤاد أبو غوش. كذلك تشارك في حفط الأمن قوات الطوارئ ودورياتها الأمنية الى جانب الجيش اللبناني مما يجعل المواطنين ينعمون بالأمن والأمان حيث يشهد بوليفار مرجعيون انتعاشاً سياحياً واستقراراً أمنياً تعكسه كسدرات الشباب والصبايا كل مساء زرافات ووحداناً وسط حاية وانتشار دوريات الجيش واليونيفيل، وهذا ما ينسحب استقراراً عى باقي المناطق المجاورة وصولاً الى حاصبيا ومحاور القطاع الشرقي.
ركود اقتصادي
ويقول مواطنون في مرجعيون إن تسيير الدوريات الأمنية اللبنانية والدولية يجعلنا نتفاءل بالاقامة الدائمة في البلدة وهي تشجع أهالينا المنتشرين في غير مناطق على العودة على الأقل لقضاء عطلة الأسبوع في منازلهم. وهذا ما يعوض علينا بعض أيام العز. ولكن من جهة أخرى فإن البلدة تشهد وضعاً معيشياً لا تحسد عليه. فالحالة الاقتصادية في مرجعيون ترزح تحت وطأة الركود والشلل وانعدام الحركة بسبب الظروف التي تمر بها البلاد وتنعكس على مجمل المناطق اللبنانية ومنها منطقة مرجعيون. ولولا انتشار الجيش اللبناني في المنطقة وقوات اليونيفيل، لغادر معظم السكان قراهم وانتشروا في أصقاع العالم بحثاً عن لقمة العيش.
مرجعيون التي عاشت عصرها الذهبي في الخمسينات والستينات من القرن الماضي، تندب حظها اليوم على أيام الازدهار والعز والحركة التجارية حيث كانت تشكل عاصمة القضاء محورها. كما ان مرجعيون عاصمة الثقافة والعلم، شهدت أهم حركة ثقافية وتعليمية سابقاً عى رغم استمرار هذه الظاهرة في المرحلة الراهنة كون مدارسها تتميز بالرقي والنشاط والازدهار. وحدها المدرسة الرسمية فيها يتيمة يتضاءل عدد طلابها كل سنة والحركة التجارية ضعيفة جداً لولا وجود بعض الدكاكين الصغيرة فيها التي لا تفي بالحاجة. لكن استمرارها لحفظ ماء الوجه.
دكان لبيع الخليوي. دكان للخضار والفاكهة. ودكان للمونة البلدية التي تعوض عن تناول الخضار والفاكهة والمواد التموينية التي تحف فيها المواد الكيماوية والأسمدة وغير ذلك. ويقول بول صبحية صاحب دكان المونة البلدية النظيفة في البلدة إنه يقدم للناس مواد طبيعية عضوية على طريقة أجدادنا خالية من أي تلوث وذلك لإنعاش الوضع المعيشي المتأزم ويقول ان عمله لبيع المنتوجات البلدية الطبيعية يعيل عدة عائلات تجمع الأعشاب الطبيعية والمواد البلدية توصلاً الى صنع الصابون البلدي على البارد كما انه يستقدم زيوت الاعشاب الطبيعية الخالية من كل تلوث أو غش. ويبيع في دكانه حوالى المئة نوع من الزيوت والأعشاب والمواد الطبيعية، ولا يستعمل شيئاً اسمه مواد حافظة.
وعن اقتناع المواطن بأنه يشتري مواد طبيعية خالية من الكيماوي يقول: صدق او لا تصدق. والتجربة أكبر برهان.
وهذه الظاهرة جعلت المواطنين يتهافتون على شراء المنتوجات البلدية، كون وزارة الاقتصاد تكشف من وقت لآخر للتأكد من عدم وجود لديه مواد أخرى غير طبيعية. ولا يخلط فيها المعلب بالعضوي من تلك التي في محله من لبنة ماعز وزيت الزيتون والخل البلدي البكر والكشك والزعتر ورب البندورة البعلية والحبوب ودبس الرمان والعنب والزهورات الطبيعية البرية والمقطرات والباذنجان المكدوس. ويضيف ان الاقبال على شراء هذه المواد أعاد للحركة التجارية في مرجعيون بعض وهجها.
أما جاره نابغ بكار صاحب محل لبيع الخليوي فيقول: بالكاد نؤمن مصاريف البيت وبيع الخليوي هذه الايام له محاذيره، كما له تعقيداته، ولولا المرور العابر لأهالي المنطقة في مرجعيون وتحرك الجيش واليونيفيل لقلنا ان الحركة الاقتصادية معدومة بتاتاً، ولكن ربك يدبرها. وبشكل عام لولا تحرك القوات الدولية والجيش اللبناني في مرجعيون وحركة المدارس وقدوم الطلاب اليها من قرى المنطقة، لكانت مرجعيون تترحم على ايام العز ايام زمان...
ساحة جديدة مرجعيون
تعليقات: