العبر والدروس بالصبر على المآسي تؤخذ من أرض كربلاء

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلي على محمد وآل محمد

السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين ..

السلام على العبرة الساكبة الباكية .. السلام على الجسد السليب .. السلام على مقطوع الرأس .. السلام على الغريب .. السلام على العطشان الحسين بن علي .. السلام على الاجساد المرملة بالدماء .. السلام على ساقي عطاشا كربلاء قطيع الكفين أبا الفضل العباس .

السلام على زينب الطهر في أرض كربلاء .. السلام على مكسورة الضلع .. السلام على أم البنين .. السلام على بنات رسول الله وعلى شهداء يوم الطف جميعاً ورحمة الله وبركاته ..

ها هو شهر محرم الحرام الذي أعلن فيه بدء الحرب وأغمض الزمن عينيه عن أعظم الأحداث التي حدثت به وعن الحقيقة التي قد دفنت فيه بين ضلوع واقعة الطف ، لقد أزف وما يفصلنا عنه سوى أيام قلائل ويهل هلاله ويتجدد حزننا وتتجدد مصائبنا ويعيد الدهر نفسه فنعيش في رحاب تلك الأيام العصيبة التي مرت على أهل البيت عليهم السلام وتعود بنا الليالي إلى تلك الحقبة من الزمن التي عاشها أهل البيت عليهم السلام ويتناول الخطباء بهذه الليالي المآسي والأحزان التي مر بها أهل البيت وكم صبروا على المصائب والأذى وكم من درس وعبر أعطونا إياه للمحافظة على الدين وإمتداده إلى يوم قيام الساعة والتي حاول الأعداء طمس معالمه بكل ما أوتيُ من قوة إلا أن الله سبحانه وتعالى أبى إلا أن يتم نعمته فقدم الشهيد الغريب أبا عبد الله عليه السلام قرباناً لهذا الدين وأعطى الحسين عليه السلام في مدرسة كربلاء نموذجاً بالتضحية لكل أهل السماوات والأرض حيث بذل كل غالٍ ونفيس من أجل بقاء دين الله وإعلاء كلمة لا إله إلا الله محمداً رسول الله ، فها نحن نأخذ العبر والدروس من أرض كربلاء بالصبر على المآسي والتغلب على الأحزان بمواساة أنفسنا بمصاب أبي عبد الله سلام الله عليه وعلى آله .

إننا بقدوم هذا الشهر لا يسعنا إلا أن نتقدم بالعزاء إلى مقام صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف وإلى مراجعنا العظام وإلى علمائنا الأعلام أدامهم الله بإستشهاد الغريب المظلوم وعظم الله أجورنا وأجوركم بمصابنا بالإمام الحسين عليه السلام واهل بيته الأطهار وصحبه الأخيار .

* حسين السيد علي السيد سعيد زلزله