كامل مهنا: كان العمل الإنساني يلتزم قضايا الشعوب
بدعوة من «مؤسسة عامل الدولية» تقام الجمعة المقبل (الخامسة مساءً 8 الحالي) طاولة مستديرة حول كتاب كامل مهنا «ملحمة الخيارات الصعبة» (ضمن معرض الكتاب الفرنكوفوني، البيال)، وقد صدرت ترجمته الفرنسية حديثا عن «منشورات لارماتان» بعنوان «طبيب لبناني مسكون بقضايا الشعوب: الخيارات الصعبة». يشارك في الندوة كل من جورج قرم وهنري لورانس وتييري بريغو وسكارليت حداد، وتديرها فيرجيني لوفيفر، ويليها حفل توقيع بين السادسة والثامنة والنصف. حول الكتاب كان هذا اللقاء.
لنعد إلى البداية، كيف جاءت فكرة هذا الكتاب؟
^ أساس فكرة الكتاب، بالعربية، جاءت إبّان حصار «تل الزعتر» والنبعة، إذ كنت يومها الطبيب الوحيد في المنطقة وبخاصة في المرحلة الأخيرة من الحصار. يومها عملت كجراح في حين أن اختصاصي هو طب أطفال. وقد أصبت يومها من جراء القصف وأطلقت حولي إشاعات بأني قتلت وقطعت إرباً إرباً. في تلك الفترة كان يتواصل معي على جهاز اللاسلكي، ليطمأن عني، الصديق طلال سلمان كما الصديق شوقي رافع الذي كان يكتب في «السفير» حينها تعليقاً بعنوان «آخ يا بلدنا»، وقال لي يومها إن خرجت «حياً من النبعة وتل الزعتر فسأكتب تجربتك»، إلا أنني لم أعر انتباهاً للجانب الشخصي وبقيت منشغلا طيلة الوقت، في معالجة هموم الناس وظروف التهجير والأوضاع الإنسانية والاقتصادية للمهجرين. بعد ثلاثين سنة، وبعد إلحاح منه، وجدت نفسي مع شوقي، خلال ثلاثين جلسة، سجل خلالها وقائع التجربة وصاغها بأسلوب شيّق.
لمَ اخترت هذا العنوان؟
^ بصراحة، بعد الانتهاء من الكتاب، راجعه وقرأه وقدم له الصديق إبراهيم بيضون، الذي اقترح اسما للتجربة «ملحمة الخيارات الصعبة». اعترضت بداية على كلمة ملحمة فكان الجواب «من يعمل منذ 4 عقود مع بسطاء الناس في عمل مدني غير طائفي، ويلتزم بالإنسان في منطقتنا، لا بدّ من انه قام بملحمة». في أي حال، صدر الكتاب بالعربية عن «الفارابي» وطبع 3 مرات لغاية الآن. وعندما قرأ جورج قرم الكتاب، اتصل بي وقال «يجب أن تترجمه إلى اللغات الأجنبية». سألته لماذا؟ فقال إن صديقك ريجيس دوبريه كان مع الثائر غيفارا في العاصمة، بينما تجربتك هي في المناطق الريفية والشعبية ويجب أن يطلع عليها الرأي العام في البلاد الصناعية، يجب أن يطلع على التجارب المدنية غير الطائفية الملتزمة بقضايا الشعوب والتحرر الوطني وفي المقدمة قضية فلسطين، من خلفية مدنية لا طائفية أو مذهبية.
وماذا عن هذه الترجمة؟
^ أرشدني الصديق أحمد بزون إلى دانيال صالح التي تعمل في وكالة الصحافة الفرنسية، حيث ترجمت الكتاب بطريقة أدبية مشوقة، وقد تدخل الوزير جورج قرم لدى «منشورات لارماتان» لنشر هذه السيرة، التي صدرت بعنوان «طبيب لبناني مسكون بقضايا الشعوب، الخيارات الصعبة».
هل من نشاطات أخرى حول هذا الكتاب، غير الطاولة المستديرة في المعرض؟
^ في 13 الجاري، هناك ندوة في فرنسا، في المركز الرئيسي لجمعية أطباء العالم، يتحدث فيها مجموعة من الرؤساء السابقين للجمعية، وسأذكر كيف أسسنا هذه المجموعة من الأطباء في السبعينيات عندما كانت الثورة في فيتنام واليمن الديموقراطي وظفار وفلسطين، حيث كان العمل الإنساني يلتزم قضايا الشعوب العادلة، والذي تحول في كثير من جوانبه الآن إلى المهنية والتقنية والبزنس. في 14 منه أيضاً، سيكون هناك لقاء في «أورمو»، وهو مركز الأبحاث الاستراتيجي التابع لـ«لارماتان»، حيث يدير النقاش المؤرخ جان بول شانوليون ويتحدث فيه رئيس أطباء العالم السابق الوزير السابق برنار كوشنير وباتريك ايبرا وأنا. أما في 20 منه فسيكون هناك لقاء في مجلس النواب الفرنسي يتحدث فيه ريجيس دوبريه والصحافي ريشار لافاريير، كذلك ستجري لقاءات في كليات العلوم السياسية، حيث سأتحدث مع الطلبة هناك عن العمل الإنساني الملتزم بقضايا الشعوب العادلة، وعن تجربة «عامل» المدنية غير الطائفية التي لها اليوم 14 مركزا في لبنان وثلاث عيادات نقالة، وقدمت حتى الآن 160 ألف خدمة لأهلنا النازحين من سوريا، وباتت دولية لديها مقر أوروبي في جنيف، ونحن بصدد الإعداد لمؤتمر كبير في جنيف بعنوان «الكرامة للجميع». ففي عالم واحد يجب أن يكون هناك مستقبل واحد للشعوب وتوزيع عادل للثروات والخلاص من ثقافة الاستعمار الجديد الذي يمارسه الغرب على العالم الثالث.
تعليقات: