الحاج ابو غالب.. الحب النادر

المرحوم الحاج أحمد عطية عبد الكريم (أبو غالب)
المرحوم الحاج أحمد عطية عبد الكريم (أبو غالب)


قُدر لي أن اعرف الفقيد في سن مبكرة, و أن اسمع الحكايات العديدة عنه و عن مزاياه. دروسه في الحياة كانت عظيمة: العلم و أهميته و الوطن و مكانته. اذا خبرته سحرك لطفه, و أعجبك تواضعه. أما ايمانه فكبير و مُثله عظيمة: الشجاعة و الاقدام و التحمل و القدرة على الصبر و الحنكة و قدرة الروح على اجتياز العواصف, و اليقين بالنجاح المركوز بالنفس و التي تتحصن به الروح.

كان يُكنُّ لبلدته برقايل حباً نادراً و لكنه أعدّ الحقائب في ما يقارب منتصف القرن الماضي متجهاً الى الجنوب حيث القلب و ما هوى.

كان ايمانه عميقاً بأنّ ثمّة قرى يعود اليها المرء دائماً و منها الخيام. رباط عشق من النظرة الاولى مع الخيام التي احتضنت الاحلام و انعشت على جدار القلب حكايات المرفأ الوحيد و الشراع الاخير, حيث اتخذ القرار بالاستقرار لتبدأ الحكاية.

حكاية الخيام التي تمنح الغرباء هويةً و ميلاداً جديداً, بالإضافة الى قدرة هائلة على الالفة مع المكان. فأصبح واحداً من أهل القرية حيث كان يصغي الى همومها و أحاديثها بأذن نهمة. و كان لديه شعور حقيقي بأنه ينتمي الى هذه القرية و بأنه يعرف الجميع و الجميع يعرفه. تلك القرية التي ما فتيء يقول عنها أنها حلوة بأهلها و ناسها, بشبيبها و من بقي من شبابها. بأي الذكريات سوف نحتفظ و الذكريات ملتفّة بضبابيّة محزنة حزناً على من رحل.

ها هو المشهد الذي احببت قد تغير فلم يعد هناك رقاب منحَنية تحت الاثقال و سواعد موثقة بالسلاسل و ركب حابية امام الاصنام! و ها هو الوطن الذي احببت, فغادرته بجسدك و لم تغادره بروحك, عصيُّ على الانحناء و السقوط!

* هيفاء نصُّار - كندا

----------- ----------- -----------

تصادف نهار الاحد 10 تشرين الثاني 2013، ذكرى مرور أسبوع على وفاة فقيد الخيام الغالي المرحوم الحاج أحمد عطية عبد الكريم (أبو غالب)

وبهذه المناسبة يُقام أحتفال تأبيني، تتلى خلاله آيات من الذكر الحكيم ويقام مجلس عزاء حسيني عن روحه في النادي الحسيني لبلدته الخيام، عند الساعة التاسعة والنصف صباحا (للرجال وللسيدات).

للفقيد الرحمة ولكم الاجر والثواب.

سجل التعازي بالمرحوم الحاج أحمد عطية عبد الكريم (أبو غالب)

تعليقات: