يقطفون الزيتون في محلة الجرودة في عين ابل. (هـ. خ)
بنت جبيل -
انطلق موسم قطاف الزيتون في القرى الحدودية من قضاء بنت جبيل، هذا الموسم الذي ينشغل عادة في قطافه افراد العائلة كافة، ويستعين الجار بعونة جاره، تحوّل هذه السنة عبئاً عليهم رغم وفرة المحصول. فالبطالة، التي اجبرت العديد من ابناء العائلات الحدودية اما على النزوح باتجاه الداخل اللبناني أو السفر الى الخارج بحثاً عن عمل، أفرغ القرى من ابنائها الشباب الذين يعملون عادة في قطاف الزيتون، الامر الذي رفع من قيمة اليد العاملة الاجنبية في هذا القطاع الى نحو اربعين الف ليرة يومياً، مرتباً بذلك عبئاً على كاهل المزارعين الذين يحتاجون عادة الى العمال لأكثر من اسبوع.
احد المزارعين قال لـ"النهار" ان موسم قطاف الزيتون اصبح همّاً، "كون كل ما يجنيه المالك من الموسم يضعه أجرة للعمال ولعصر الزيتون وحراثة الارض وتقليم الاشجار وقطعها لاستعمالها كحطب في الشتاء. لكن رغم كل هذا، علينا ان نعض على الجرح ونحافظ على ارضنا كون الجيل الصاعد لا تعنيه الارض. وبعد انتهاء الموسم نواجه مشكلة اخرى، هي تكدس الزيت الذي لا نجد له مؤسسة ترعاه او تصرّفه لنا، ما يجبرنا في الموسم المقبل على بيعه باسعار رخيصة". وأضاف: "الى ارتفاع كلفة اليد العاملة، فإن مشكلة اصابة حبات الزيتون باليباس ادت هذه السنة الى خسارة ربع المحصول، وهذا مرض جديد ومختلف عن مرض عين الطاووس الذي يصيب الاشجار عادة ويكافح بالمبيدات. كما ان العديد من المزارعين اضطروا الى تقاسم الغلّة مناصفة مع العمّال الذين يقطفون الزيتون ليحصل على نصف الموسم بدلاً من استئجار العمال، وهذا الامر رتّب خسارة على المزارعين".
وفيما استعدت المعاصر لعصر الزيتون يتوقع العديد من المزارعين ان تباع تنكة "هذا السائل الذهبي" بحوالى مئتي الف ليرة لبنانية وما فوق، كون زيت هذه القرى مشهور بسماكته وجودته. يذكر ان موسم الزيتون يعتبر الانتاج الزراعي الثاني، بعد انتاج التبغ، بالنسبة الى المزارع الجنوبي الذي يسوق انتاجه من الزيت والزيتون المكدوس، كما يصنع منه الصابون البلدي ويبيعه ويستخدم الجفت كمادة لوقد الحطب في الشتاء ويعتمد على مردوده المتنوع كدخل سنوي.
تعليقات: