يجهز خشب البناء للتدفئة في النبطية
يعتمد أهالي منطقة النبطية على مادة المازوت بالدرجة الأولى، والحطب والغاز بالدرجة الثانية للتدفئة أثناء موسم البرد، بيد أن تمدد موسم الصيف على حساب موسم الخريف خلال الفترة السابقة، وطمعاً بانخفاض أسعار هذه المواد، لا سيما مادة المازوت، جعل الكثيرين منهم يحجمون عن التمون بها، بانتظار الحلول الفعلي لموسم الشتاء، الذي حل أخيراً وبعد طول انتظار.
وبدلاً من ذلك لجأ البعض إلى تشحيل كرومهم من الأشجار المثمرة، وقطع الأشجار الحرجية بالرغم من انعكاس ذلك سلباً على الطبيعة والبيئة، وجمع ما تيسر من أخشاب البناء، وغير ذلك من الأساليب التي يلجأ إليها المواطنون للالتفاف على التكاليف الباهظة للتدفئة.
وتشهد محطات المحروقات حالياً تهافتاً من جانب المواطنين على تخزين مادتي المازوت والغاز، وفق رئيس «جمعية تجار محافظة النبطية» وسيم بدر الدين، الذي يملك محطة لبيع المحروقات في المدينة.
لم يتمكن محمد زيتون من شراء الحطب وتموينه نظراً لارتفاع أسعاره، كما أنه لم يستعمل مادة المازوت للسبب عينه، لذلك لجأ لتشحيل كرمه من الزيتون وتخزين الحطب والأغصان واستعمالها للتدفئة، وبذلك يوفر الكثير من الأموال.
ولجأ محمد الأخرس لجمع خشب البناء المستعمل وتقطيعه واستعماله للتدفئة، لأنه أقل سعراً من حطب الأشجار الحرجية المثمرة ومادتي المازوت والغاز، مطالباً المسؤولين بدعم سعر هاتين المادتين خلال الموسم الحالي.
وبعض المواطنين الضعيفي الإمكانات عرضوا حياتهم للخطر، وقصدوا ما تبقى من الأحراج القليلة على ضفاف نهر الليطاني المليئة بالقنايل العنقودية، لجمع ما تيسر من الحطب اليابس لتدفئة عائلاتهم، ومنهم علي أيوب الذي يقول: «أنا أعمل في الليل والنهار، وبالكاد أستطيع إعالة عائلتي وأولادي، فكيف سيكون بوسعي شراء المحروقات والحطب للتدفئة؟ لذلك فإني مضطر لاستحضار الحطب اليابس من الأحراج، وإذا لم أفعل ذلك، ستبقى عائلتي من دون تدفئة».
ويشتري التاجر حسن حمزة الحطب من بساتين الحمضيات في الزهراني وينقله بواسطة شاحنته الصغيرة، ويعرضه للبيع في ساحة النبطية بمبلغ يراوح بين 550 و600 ألف ليرة، أو ينقله إلى الزبائن في القرى والبلدات المجاورة بحسب الطلب، وهذه الحمولة تكفي لتدفئة العائلة طيلة فصل الشتاء، لافتاً إلى أنه يربح 100 دولار في كل حمولة «بيك آب».
تعليقات: