حاولت رسم غربتي بريشة أيامي ...
قلت رسمة بسيطة:
سماء وبيت وشجرة و طريق ...
* * * *
جاءت سمائي من دون نجوم
فما عادت سهراتي تسمع ضحكات أحبابي تحت ضؤ القمر ...
وبان رسم البيت صغيراً
فما عادت عيوني تشبع من قلوب كبيرة تضاهي حجم الشمس ...
وظهرت شجرتي كثيرة الأغصان بلا لون
فإني ما عدت أرى بحر بلادي وجنة جنوبي وتراب خيامي ...
والطريق بانت ضيقة لا تنتهي
فما عادت خطواتي تصاحب رفاق ثقافتي ولغتي ونشأتي ...
* * * * *
أنهيت رسمتي
ولكني ما رأيت سماء بل دائرة جامدة
وما ببيت وانما نقطة كالصفر
ومكان الشجرة كانت دائرة ثانية
وبدل الطريق عامود أو إبرة ..
لا أعرف ماذا رسمت
أهو ميزان بدائرتين (كفتيْن) وإبرة بينهما ...
ميزان
وماذا يعني يا ترى!
ميزان ..
لو وضعت الغربة وقيمة الانسان في كفة
وفي الكفة الاخرى صباح عيد تعجز عن إعطاء لعبة لصغار أخوتك ...
ميزان ..
لو وضعت الغربة وقيمة الانسان في كفة
وفي الكفة الاخرى غيابك عن مساندة حبيب يتألم أيام المرض ...
ميزان ..
لو وضعت الغربة وقيمة الانسان في كفة
وفي الكفة الاخرى دمعة فات أوانها فما رأيت عيون حبيب قبيل سفره الأبدي ...
ميزان ..
فأية كفة ترجح يا ترى؟
* * * * *
تعليقات: