أحد صفوف الروضة للتلامذة النازحين في حاصبيا (طارق أبو حمدان)
تمكنت الوحدة التربوية في النبطية، بالتنسيق مع وزارة التربية، والجهات المحلية والدولية المانحة، من استيعاب نسبة مقبولة من الطلاب السوريين في مدارس حاصبيا ومرجعيون، وذلك عبر خطة تربوية محدودة، قضت باستحداث مدرستين بدوام بعد الظهر في كل من بلدتي شبعا والخيام، استوعبتا نحو 450 طالباً، في حين توزع الباقون وبأعداد قليلة على المدارس الرسمية، وسجلت «مدرسة الإيمان» التابعة لـ«جمعية التربية الإسلامية»، في الهبارية نحو 170 طالباً.
متابعة الطلاب السوريين لدراستهم، كانت احد التحديات الكبيرة، للمنظّمات الدولية والحكومة اللبنانية، بالرغم من تعدد العقبات، بحيث تمكنت هذه الجهات من معالجة بعض تلك العقبات، ومنها كيفية دمج التلامذة السوريين في المدارس الرسمية، في ظل اختلاف المناهج التربوية، تغطية رسوم التسجيل، وتكلفة الكتب والنقل والتدفئة وغيرها.
الوقائع تشير إلى أنّ الخطوات الميدانية العلمية، التي نفذتها وزارة التربية، بالتعاون والتنسيق مع المفوضية العليا للاجئين، ومنظّمات مانحة محلية وغير حكومية، قد نجحت في استيعاب عدد من التلامذة السوريين في مدارس حاصبيا ومرجعيون الرسمية، مع تأمين مدرسين بدوام مسائي في شبعا والخيام، بإمكانهما استقبال عدد من الطلاب الوافدين الجدد.
نحو 1200 طالب وطالبة سوريين، توزعوا على 19 مدرسة رسمية، في قرى قضاءي حاصبيا ومرجعيون من أصل 2600 تلميذ بحسب إحصاء تربوي أجرته جهات معنية في المنطقة، إضافة إلى 170 طالب التحقوا بمدرسة الإيمان في الهبارية، معظمهم في المرحلة الابتدائية، في حين يُلاحظ غيابهم عن المرحلة المتوسّطة، بسبب عدم تمكّنهم من التكيّف مع المنهاج الدراسي اللبناني الذي يعتمد اللغات الأجنبية في جزء منه، بعكس المنهاج السوري، وهذا ما جعل الطلاب ينحرفون عن الدراسة إلى العمل في قرى اللجوء.
وتشير رولا، إحدى المدرسات في مرجعيون، إلى أنّ عملية تدريس الطلاب السوريين في المرحلتين الأولى والثانية، تسير بشكل طبيعي بعد اعتماد المنهج العربي، الذي كان اختياريا في السابق ما سهّل عملية التدريس، في ظل تأمين وزارة التربية والمنظّمات غير الحكومية مثل المفوّضية و«مؤسّسة عامل» وغيرهما، الكتب للتلامذة مجانا كما تتكفّل المنظمات ببقية التكاليف.
والجدير ذكره أن قدوم أعداد كبيرة من الطلاب السوريين، كان مدخلاً لإعادة فتح بعض المدارس، بعدما كانت مهدّدة بالإقفال بسسب تراجع عدد تلامذتها اللبنانيين. واللافت أنّ بعض لجان الأهل أصبح بمعظمه من ذوي التلامذة السوريين، أما لجهة المستوى، فهو متفاوت بين تلامذة جيّدين وآخرين دون المستوى.
مدير مدرسة الإيمان في الهبارية وسيم سويد، يشير إلى أن «جمعية التربية الإسلامية، تعمل على تغطية النسبة الأكبر من تكلفة الطلاب السوريين في المدرسة، على أن يدفع الطالب مبلغاً مقطوعاً حدد بـ100 دولار أميركي، عن كامل العام الدراسي، ونستوفي هذا المبلغ على دفعات بحسب إمكانات رب العائلة».
في حين يشير أحد المشرفين على مدرسة شبعا المسائية، إلى أنّ «المفوّضية العليا للاجئين ومؤسّسة عامل تتكفلان بتغطية التكاليف بمعدّل 650 دولاراً عن كل تلميذ، لتشمل التسجيل والنقل والكهرباء وأجرة المدرّسين الثابتين والجدد بعد التعاقد معهم، ومعظمهم من حملة الإجازات، وحددت الدورس من الاثنين إلى السبت من الثانية إلى السادسة مساء، على أن يتم تدريس المواد باللغة العربية (رياضيات وعربي وجغرافيا وعلوم)، بينما اللغة الاجنبية هي الانكليزية».
تعليقات: