رؤية مزدوجة لأضواء مدينة الخيام‎

رؤية مزدوجة
رؤية مزدوجة


ألف عام مضت للظلمة والنور, للشمس والامطار، و أنا أفتش عن شجيرات انتماء.

أفتش في ذاكرتي عن أضواء، و أضواء المدينة اعتادت ان تنير ذاكرتي، و ذاكرتي تعزف مواعيد فرح و ألم مباح.

ألف عام للظلمة والنور ومشاهدة نجوم وهي تعانق طرحة عروسة القمر والسماء.

أماكن في القلب ليس بالمقدور نسيانها، تتراقص ستائرها المغبرّة مع مجرد سماع طنين مشاعر, لكل من كانت الأقدار تجذبه الى شوارعها، لزهوها و حلاوة مقبلها، فترتفع الرغبة بالطواف في أماكن تُعتبر المارة فيها أصحاب، و طول النهار والمساء فيها ثقافة.

اطلالة على مدينة قد لا تستحيل في الغد قلادة.

اطلالة على مدينة لم تندثر, و لم يسلخ جلدها, و هياكل عظامها لم تطحن رغم حروب الارض و السماء.

مدينة تستيقظ فجراً بالقمصان الملونة.

مدينة تتداعى جدرانها من أجل سرب حمام أضاع الطريق فضَل.

مدينة تكاثرت أحلامها بذكرى ممراتها, و أزقتها, سندها, و أراجيحها كاطمئنان وشيك.

مدينة انفرط عقدها ثمَّ التأم.

مدينة ليلها آسر و رُقادها مزين بالقناديل, حيث لا يداهمك التعب مهما قلَّبت أطراف جفنيك و بؤرة عينيك.

مدينة ترصف روحها, و تقوي رابطها, ما بين شهيقها و طيفها, كحال النور الخاطف, الذي لا تجده الا في انطلاقة الشارع السائر بك و المنسل اليك كضوء عشب.

مدينة بين هدوئها و الصمت أعجوبة الأمكنة.

مدينة رسمت للسماء صور و جعلت الكون يبدو أجمل, و حملتنا الى أحلام أخرى ملؤها الفرح و البهجة و التفاؤل.

لكل حصاة فيها معنى, و كلُّ معنى يُشعرك بالمسير فيخلع عنك الضجر و ازدحام الأماني.

هي معقل المتمردين, و آخر صيحات للموضة و الأزياء, و كتبة البيانات الشعرية و قرّاء, ورثة عمالقة المجالس و الغناء.

مدينة تبقى في المكان الباقي في الداخل و كلُّ شيء بعدها يتوه

تعليقات: