السيد محمد علي هاشم (أبو نبيل).. إسم محفور في ذاكرة الخيام
الخيام تفتخر بإبنها البار (ابو نبيل) الذي ولد فيها وترعرع بأحضانها وتنشق نسيمها العليل.. رجل لن تنساه الذاكرة!
هو ابن عائلة كريمة مشهود لها بالاخلاق الحميدة والسيرة الطيبة وحسن الضيافة وكيف لا وهو من سلالة الاشراف؟...
ابتدأ السيد محمد علي هاشم حياته العملية وهو في سن الرابعة عشر وامتهن حرفة النجارة التي كانت تستهويه وكان شغوفا بها فاستطاع بفترة قصيرة اتقانها ولأن البلدة لا تستوعب عمل عدد كبير في هذه الحرفة قرر الرحيل لفلسطين حيث هناك فرص اكبر للعمل بها واستطاع اثبات وضعه كمعلم درجة اولى في هذا التخصص.
ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن فقد جرى اغتصاب فلسطين...
هذا ما جعله يغادرها متألما للوضع الذي وصلنا اليه واتجه مباشرة الى العاصمة بيروت بدأ ينتقل من عمل لآخر ولأن لبنان والمنطقة بكاملها تعيش بحالة اضطراب وفوضى لما جرى لفلسطين وشعبها من قتل وتشريد.. لذلك تلاشت فرص العمل متأثرة بما حدث.. وبقي الحال على ما هو عليه حتى برزت دولة فتية في الخليج تدعى الكويت.. فبعد ظهور النفط كان لابد ان تأخذ طريقها للتقدم والنمو ومن اجل ذلك فهي كانت بحاجة الى كل الايادي العاملة لتساهم في نهضتها وعمرانها..
فما كان من السيد محمد علي هاشم إلا ان حزم امتعته واتجه لتلك الدولة..
كانت الحياة بالنسبة له في غاية الصعوبة بسبب جوها الحار وانعدام الحياة الاجتماعية فيها.. ورغم ذلك قرر الصمود في وجه كل الصعاب وتفانى في عمله لدى شركة الحص المتخصصة في عالم النجارة من اثاث ومفروشات...
برع في عمله وبنى علاقات وطيدة مع شخصيات مرموقة في دولة الكويت واستمر في هذه الشركة لسنوات عدة مما زاده خبرة ومعرفة في كل صغيرة وكبيرة ولأن طموحه يفوق كل توقع اراد وبعزم ان ينشأ مصنعا صغيرا فكان له ما اراد. ..
وابتدأ بكل جد عمله في المصنع ومع الايام وبسبب معرفته بالشخصيات المهمة انهال عليه العمل من كل حدب وصوب ولأن عمله كان مميزا مما جعله يتقن الاعمال الموكلة إليه فكل ماتراه عينه تصنعه يده ..
وبسبب الاعمال الكثيرة الموكلة اليه اضطر الى تبديل المصنع الصغير بمصنع آخر اكبر بكثير من الذي كان فيه وزاد نشاطه ليفتتح معرضا لأعماله من اثاث ومفروشات من النوعية الجيدة المميزة وخلال سنوات قليلة اصبح لديه اكبر مصنع اثاث في دولة الكوبت يطلق عليه شركة مصانع بيروت الفنية...
ليكون هذا الاسم علامة مميزة في عالم النجارة وكانت معظم اعماله ومشاريعه تختص بالشيوخ واعضاء مجلس الامة والوزراء ورؤساء دول خارج الكويت...
اما حياته الاسرية فكان اب لاسرة مكونة من خمسة اولاد وثلاث بنات ورثوا عنه حسن الاخلاق واجاد في تربيتهم واكتسبوا منه حسن الاخلاق فبمقدار ما كان عطوفا عليه كان في نفس الوقت جادا في امور تحتاج الى الجدية وكل ذلك من اجل مستقبلهم فلم يبخل في تعليمهم بل اغدق عليهم بكل ما يحتاجون اليه من رعاية واهتمام ومال لكي يراهم في قمة نجاحهم وتفوقهم... وكانوا بمستوى المسؤولية ولم يخذلوه واكتسبوا منه كل الصفات الحميدة وساروا على نفس الدرب الذي سار عليه....
اما حياته الاجتماعية فكان سباقا في مساعدة كافة ابناء بلدته بشكل خاص وابناء وطنه بشكل عام حيث يقوم بمساعدة كل من يقصده بعمل او اقامة في هذا البلد.. وكل ذلك يعود لشغفه وحبه لوطنه الذي حمله في قلبه طيلة مدة الاغتراب..
وكان ذو شخصية مرحة وصاحب نكتة يعشق القيام بالمقالب مع اصدقائه ومعارفه وكانت قمة سعادته ان يرى الابتسامة مرسومة على وجوه احبته... ومن اسباب نجاحه في عمله التزامه الكامل وتفانيه له حيث يقوم من الخامسة فجرا بالذهاب لعمله ويستمر لغاية العاشرة مساء وذلك على مدار ساعات العمل دون كلل او ملل بل بشغف وشوق...
ولا ننسى مساهمته القيمة في تأثيث مبنى السفارة اللبنانية في دولة الكويت ومشاركته بالجمعيات الانسانية التي تساهم بمساعدة ابناء بلدته المحتاجين ويعتبر الاب الروحي لكل الخياميين...
وبدأ السيد محمد علي هاشم بتشييد منزل له في بلدته الخيام ليكون مقرا له ولعائلته وبدأ بتنفيذ العمل به وكان بتخطيطه واشرافه.. وفي المرحلة الاخيرة من انشائه وخلال وجودة في لبنان حدث الغزو العراقي لدولة الكويت وكان الحدث الاثر الاليم عليه فبدت عليه علامات الحزن والاسى لتلك الدولة التي يكن لها كل محبة وتقدير واصبح شغله الشاغل الاستماع لكل الاخبار المتعلقة بالوضع ودعواته لله ان يفك اسرها وان تعود الى ماكانت عليه من امن وامان ورخاء.. فهي الام الحاضنة لأبنائها ووافديها بحنانها وشوقها ولهفتها.. ومع ازدياد الوضع تأزما زادت حالته سؤا فتعرض لأزمة صحية حادة ليدخل بجرائها المستشفى ليمكث بها مايقارب الشهر ومن ثم ترحل روحه الطاهرة لباريها لتسكن بجوار روحي لهم الفداء محمد واله الطيبين الطاهرين، تاركا الحزن والاسى لأهله ومحبيه وما اكثرهم..
وما يحز بالنفس بأنه لم ينم ليلة واحدة في منزل.
رحمك الله ياابا نبيل واسكنك فسيح جناته ومثواك الجنة.....
السيد محمد علي هاشم (أبو نبيل).. إسم محفور في ذاكرة الخيام
السيد محمد علي هاشم (أبو نبيل).. إسم محفور في ذاكرة الخيام
السيد محمد علي هاشم (أبو نبيل).. إسم محفور في ذاكرة الخيام
السيد محمد علي هاشم (أبو نبيل).. إسم محفور في ذاكرة الخيام
السيد محمد علي هاشم (أبو نبيل).. إسم محفور في ذاكرة الخيام
تعليقات: