طلاب وطالبات من ثانوية الخيام - أرشيف
إلى الشمعة التي تحترق لتضيء الدرب للآخرين،
إلى الزهرة التي تذبل مع الزمن لتجعل غيرها من البراعم تنمو وتتفتح، وتأخذ دورها في الحياة،
إلى من لا ينسى أبدا، ولن أنسى في يوم من الأيام أفاضلها، فكيف أنسى لون الحبر والطباشير على يديكِ، فلا زالت كلمات الإرشاد والتوجيه التي كنت أسمعها ناقوسا يدق في كياني،
إلى معلمتي كل الاحترام والتقدير والحب والامتنان بكل ما تفضلت به علي عبر أعوام دراستي.
معلمتي.. بكل جارحة صادقة أكتب لقسمات وجهك البهي، ولكن ماذا أكتب، وكيف أصفك لأنني لو أردت أن أكتب عنك لكان يجب علي أن أصفك بقدرك الحقيقي، فأقف الآن أنا وقلمي عاجزين أمام حضرتك وهيبتك وشموخك ورفعتك، فلا نستطيع الصمود ولا يسعنا إلا عن نقف إجلالا واحتراما، اعترافا بجميلك وحسن صنعك، فكل إنسان على هذه الدنيا يقر لك ولا يستطيع النكران.
لله كم تجهدون أنفسكم!
وكم من الأعباء الكثيرة التي تلقى على عاتقكم، ففي كل خطة تطويرية أنتم محط أنظار التربويين في كل زمان ومكان، لأن المجد للأمة لا يكون إلا من خلالكم.
وفي نهاية مطافي لا أعرف ماذا أكتب يا معلمتي وخاصة أنني من الذين أشرفوا على إنهاء المرحلة المدرسية، فأسأل دائما نفسي وأحار في الجواب، ترى كيف لي أن أرد جميل معلمتي؟
وماذا يمكن أن أقدم مقابل النور الذي وهبتني إياه فأنار به بصيرة قلبي وطور فيه أسلوب تفكيري من سوقي الكلام إلى منطق الحقيقة والبرهان؟
أستاذتي العزيزة،
إذا انشغلت الناس وتاهت في خضم الحياة، فستبقي في ذاكرتي وأمام ناظري، فأنت الأم المعلمة التي وهبت وأعطت دون مقابل، ولا أجد كلمة في معجم اللغات ولا في سطور الكتب تستحق شرف الارتقاء لشكرك، فلك مني ومن كل بناتكِ أسمى آيات الحب والامتنان..
تعليقات: