قداديس وتبريك المياه في عيد الغْطاسْ وتقاليد صنع الزلابيا في مرجعيون
مرجعيون
احتفلت الطوائف المسيحية بعيد الظهور الالهي(الدنح) في السادس من كانون الثاني، او كما يسمى عيد الغطاس، الذي يلي عيد الميلاد المجيد، و يرمز الى اعتماد السيد المسيح له المجد فى نهر الاردن. ويقال ان ليلة الغطاس لها شأن عظيم عند المسيحيين، لا ينام الناس فيها، حتى مرور "الدايم ... دايم" عند منتصف الليل، لمباركة المنازل ومن فيها، التي تبقى مشعة بالانوار والشبابيك مفتوحة ليدخلها "الدايم دايم". وكان اهل بيت يقولون لبناتهن بان يضعن عجينة غير مختمرة، على غصن شجرة، لكي يباركها "الدايم دايم" عند مروره منتصف الليل، حيث تسجد له كل الاشجار ما عدا
التوت، التي يحلو وقد أغصانها في المدفأة ليلة العيد.
ونهار العيد، يجلب الناس قناني المياه للصلاة عليها خلال قداس العيد والتبرك منها، عبر رش المنازل وشجرة ومغارة الميلاد والحقول بالماء المقدس، لكي يطرح الرب البركة فيها. وهناك ردة تقال:" يللا عالدايم دايم ما يبقى حدا نايم ، عجين يفور بلا خمير شجر يسجد للدايم، إقلي بخوتك يا فقير وكثّر من العزايم – المي المقدسة تصير، عم بترفرف الحمايم – شوفوا الله بقلب كبير وضووا شموع كثير كثير ، ما تناموا الليلة بكير تيبقى الدايم دايم...
عادات وتقاليد صنع الزلابيا عشية عيد الغطاس
وقد درجت العادات والتقاليد عشية الاحتفال بالعيد في منطقة مرجعيون، ان تهتم النسوة باعداد حلويات العيد المتنوعة من زلابية وعوّام ومعكرون "بركة العيد" الخاصة بالمناسبة. ويُرْوى ان يوحنا المعمدان عندما اتى السيد المسيح ليعتمد على يديه في نهر الاردن، أشار اليه باصبعه وقال: "هذا هو حمل الله "؛ والزلابيا تدل على شكل الاصبع !
عدسة "الشرق"، جالت على بعض منازل المنطقة، للتعرف على هذه العادات المتوارثة التي خفت أحيانا في بعض قرى المنطقة، لكنها ما زالت تعد من تراث هذه الضيع المتمسكة بها، ومنها اعداد الزلابيا، حيث تجتمع العائلة مع بعضها في غرفة "المونة" للمعاونة وقلي الزلابيا، وكان حديث مع أصحاب تلك المنازل عشية العيد.
وتروي رانيا الخوري من بلدة القليعة ـ قضاء مرجعيون،عن عادات وتقاليد صنع الزلابيا، انها "عادات وتقاليد قديمة نتوارثها عن امهاتنا وجداتنا، ونعمل على إعداد الزلابيا في عيد الغطاس، مشيرة الى ان هناك اناس قليلون ما زالوا متمسكون بهذه العادات والتقاليد التراثية، وما زلنا نواظب على صنعها مجتمعين مع العائلة".
وتضيف:" منذ القدم، كان يجلب عيدان شجرة التوت لوقدها في الموقدة إثناء صنع الزلابيا، ليصدر عنها شراقط من النار. والزلابيا تعبر عن القدرة في الاكثار وعلامة البركة.، لافتتة الى ان هذه العادات القديمة تجد فيها التعب وما زلنا نتبعها في ضيعنا وقرانا للمحافظة على هذا التقاليد وتنميتها وبدورنا ننقلها الى اولادنا، رغم ان اصبحت سهلة المنال بوجود المعامل التي تصنع هذه الحلويات".
بدورها السيدة إم طانيوس من بلدة القليعة وقد تحلّق حولها احفادها اثناء قلي الزلابية، أشارت الى ان عادات صنع الزلابيا تشير الى عمادة(غِطاسْ) السيد المسيح في نهر الاردن، ونصنعها من خيرات الارض، فعندما نقلي العجين بالزيت فانه يغطس اولا ثم يعلو بشكله الجديد وهذه عبارة من رموز الغطاس".
وحول عادات تعليق عجينة في الشجرة ليلا، تقول ام طانيوس، ان ربة البيت تعجن عجينة من دون خمير وتعلقها ليلا في اي شجرة، خلا شجرة التوت التي لم تسجد للدايم دايم، فيباركها وتختمر ".
وعن عادات تبريك المياه، تقول:" نهار العيد نذهب الى الكنيسة لحضور القداس، ونأخذ معنا زجاجات المياه للصلاة عليها والتبرك منها عبر رش المنازل وشجرة ومغارة الميلاد والحقول بالماء المقدس، لكي يطرح الرب البركة فيها، ومتمنية ان "تحمل السنة الجديدة الخير والبركة للجميع وراحة البال وان يعم السلام في لبنان والعالم أجمع، وان نبقى في بيوتنا".
فيما تقول ام أديب تشير الى ان "عادات عيد الغطاس هي في قلي الزلابيا ليلا لتمر العذراء وتباركها، والخميرة عربية كانت تنقل من بيت الى بيت لخلطها مع العجنة كي تختمر كونه لم يكن يوجد خميرة افرنجية في ذلك الزمان، وتعد بركة للمنزل".
قداديس في عيد الغطاس
إحتفلت الطوائف المسيحية في المنطقة الحدودية بعيد الغطاس، حيث قُرعت أجراس الكنائس فرحاً بعيد الظهور الالهي، فأقيمت الصلوات في مختلف الكنائس، ورتبة تبريك المياه، كما اقيمت عمادات للعديد من الاطفال في المنطقة الحدودية، والقيت العظات التي تناولت القيم السامية التي يحملها سر الاعتماد الالهي بالدعوة الى عالم يسوده الخير والمحبة والسلام الذي تقتقده الشعوب المقهورة.
جديدة مرجعيون
رأس المتروبوليت جاورجيوس حداد، قداس عيد الغطاس في كاتدرائية القديس بطرس للروم الكاثوليك في جديدة مرجعيون، وعاونه كاهن الرعية الاب دانيال عويكي، وخدمته جوقة الرعية بقيادة الاب ميلاد كلاس. حضر القداس حشد من المؤمنين من أبناء البلدة والجوار الذين جلبوا معهم زجاجات المياه للصلاة عليها والتبرك منها.
وفي كنيسة سيد الخلاص المارونية، احتفل الأب حنا الخوري بالقداس الالهي، في حضور حشد كبير من المؤمنين الذين اموا الكنيسة، حاملين المياه لتبريكها بعيد الظهور الآلهي، ورفعوا الصلوات ليعم السلام المنشود لبنان.
وفي كنيسة القديس جاورجيوس للروم الاورثوذكس، احتفل راعي الكنيسة الاب فيليب العقلة بقداس العيد ورتبة تبريك المياه، بحضور حشد من المؤمنين. والقيت عظة تناولت القيم السامية التي يحملها سر الاعتماد الالهي، والدعوة الى المحبة والسلام.
وفي القليعة
غصت كنيسة مار جرجس للموارنة بحشود المؤمنين من ابناء البلدة، لحضور قداس العيد الذي ترأسه الاب منصور الحكيم بالطقس السرياني وخدمته جوقة الرعية. وبعد قراءة الانجيل المقدس، القى الخوري منصور عظة شدد فيها على رسالة السلام التي تجلت بسمو المحبة والتواضع باعتماد السيد المسيح.
قداديس في كنائس قرى مرجعيون وحاصبيا
واقيمت قداديس عيد الظهور الالهي (الغطاس) ورتبة تبريك المياه ، في كل من كنائس برج الملوك، ديرميماس، الخيام، ابل السقي، حاصبيا وميمس والكفير.
إشارة الى ان كاهن الضيعة، بعض انتهاء القداس، يطوف على المنازل لرش المياه المقدسة على شجرة الميلاد وتكريس غرف المنزل والحديقة المحيطة بالمنزل لكي يطرح الرب البركة فيها. وهذه العادات ما زلنا نتوارثها عن اجدادنا لتبقى مزروعة في ذاكرة اولادنا، للمحافظة عليها من جيل الى جيل.
قداديس وتبريك المياه في عيد الغْطاسْ وتقاليد صنع الزلابيا في مرجعيون
قداديس وتبريك المياه في عيد الغْطاسْ وتقاليد صنع الزلابيا في مرجعيون
قداديس وتبريك المياه في عيد الغْطاسْ وتقاليد صنع الزلابيا في مرجعيون
قداديس وتبريك المياه في عيد الغْطاسْ وتقاليد صنع الزلابيا في مرجعيون
تعليقات: