حاولت مرارا عمل مقارنة بين واقع الماضي وواقع الحاضر ، ولم اوفق لعدم وجود وجه للتشابه، وللفرق الشاسع بينهما ، وللشرخ الكبير الذي اوجد هوة ساحقة وكأنها واد بين جبلين ﻻ تدمل اﻻ بوجود زلزال كبير يساوي بين الجبلين ليصبح جبل واحد وتصبح اﻷرض مسطحة .
وشبابنا ،جيل الحاضر والمسقبل، نعول عليه احداث زلزال كبير ليربط الماضي بالحاضر ، ولينطلق من هذه القاعدة لرسم مستقبل ﻷهلنا واوﻻدنا ولبلدنا ليكون منطلقا لتوسيع هذه الدائرة الى المجتمعات اﻷخرى في وطننا .
اود هنا تمرير بعض اﻷمثلة ما كان في الماضي وما هو في الحاضر .
* في الماضي كان اهل الحي يدا واحدة ،اذا مارغب احدهم بناء غرفة يهب اهل الحي جميعهم لمساعدته بدون أجر .
*اليوم ﻻ تجد جارا يمد لك يد العون في مثل نفس العمل .
والفرق هنا شاسع ،في اﻻولى تجد العمل جماعي ، وفي الثانية تجد العمل فردي .
* في الماضي وقت وجبات الطعام كانت العائلة تلتف حول الصينية مجتمعة .
* اليوم كل فرد من العائلة يأخذ وجبته بمفرده .
وطبعا هناك امثلة كثيرة على هذا المنوال .
يظهر انه في الماضي كان العمل شبه جماعي ﻷنه كان يقتصر على اهل الحي ولم يتوسع ويعتبر هذا نوعا من اﻻتحاد بالفطرة .
اما اليوم كل يغني على ليلاه والعمل فردي ،ويعني ( اﻷنا ) .
نأمل من شباب اليوم السعي من اﻵن لتكوين اتحادات للصناعة الخغيفة وللزراعة ولتأسيس شركات تجارية ومعمارية ، وهذا ليس مستحيلا عند وجود اﻻرادة واﻷدارة .
قد يسأل احد من الشباب لماذا لم يقوم الجيل السابق في هذا العمل . مجرد هذا السؤال يدخل سأله في دوامة التردد ،ومن يدري بأن جيلنا لم يحاول ، ولكنه لم يوفق ﻷسباب ﻻ داعي لشرحها هنا .
وقد يسأل آخر الحاضر تقدم علميا كثيرا والماضي اصبح متخلف .
الماضي هو اساس هذا التقدم العلمي ﻷنه ارسى قواعد هذا التقدم في كل المجاﻻت في الوقت الحاضر ومستقبﻻ ستصبح انت من الماضي .
ابدأ ايها الشباب وﻻ تلتفت الى احد بإرادتك ستفعل المعجزات والله اعطاك فرصة العلم اكثر من الجيل الماضي فاستغل هذه الفرصة
تعليقات: