نفق جراء الصقيع والأمراض بين 55 و65 في المئة من نحل مرجعيون والجوار (طارق ابو حمدان)
يصارع نحّالو المناطق الحدودية في مرجعيون والعرقوب وحاصبيا، للحفاظ على قفران النحل من الهلاك، في ظل موجة الصقيع والبرد القارس التي شهدها مطلع الشتاء، لتضاف إلى سلسلة مشكلات هذا القطاع، ومنها رشّ المبيدات في البساتين والحقول الزراعية، وما ينجم عن ذلك من تلوث للأزهار وبالتالي تسمم النحل.
موجة الصقيع المتواصلة منذ أكثر من شهر، والمترافقة مع طبقات جليدية، ضربت النحل في المنطقة الحدودية. وأدت إلى نفق كميات كبيرة منه داخل قفرانها، ملحقة بالقطاع خسائر كبيرة، تضاف إلى الأمراض المتعددة والمزمنة التي تصيبه، بعدما عجز مربو النحل، بالتعاون والتنسيق مع العديد من الجمعيات التعاونية المختصة، عن مكافحتها والحد من مضاعفاتها السلبية.
تفاجأ حاتم عماشة في حاصبيا، بأعداد كبيرة من النحل نافقة داخل قفرانه وفي محيطها، عند مدخل أحد أحراج بلدته. يقول: "كان النحل متجمداً وبشكل محزن، والخسائر باتت كبيرة وقد خسرنا أكثر من نصف القفران. وثمن القفير يراوح بين الـ200 والـ250 دولاراً، ناهيك عن كلفة العناية به".
يضيف عماشة، وهو أكبر المتضررين بين النحالين، انّ "أولئك الذين أبقوا قفرانهم شتاء في المناطق الجبلية، لم ينقلوها إلى الساحل للحد من المصاريف، اعتقاداً منهم بأن كمية الأزهار وتنوعها كفيلان بحماية النحل". لكنّ حسابات النحالين في حلتا والمجيدية وبعض قرى حاصبيا ومرجعيون، التي تعلو ما بين 400 و550 مترا عن سطح البحر، لم تكن صائبة هذا العام، فاجتمع الصقيع وعوامل أخرى ليطيحا كميات هائلة من النحل داخل القفران، لتراوح نسبة نفوقها بين 55 و65 في المئة، وفق ممثل نقابة نحالي الجنوب لدى الحكومة الشيخ طارق أبو فاعور الذي اعتبر ما حصل خلال فترة الصقيع، كارثة لهذا القطاع.
وينسب أبو فاعور ارتفاع نسب نفوق النحل إلى عوامل عدة منها الأمراض التي تضرب النحل، لا سيما "الفارواز" و"العفن الأميركي"، إضافة إلى موجة الصقيع التي حدت من حركة النحل بحيث بات ضعيفا لحد الهلاك.
ويوضح أبو فاعور أنّ في منطقة حاصبيا نحو 6 آلاف خلية نحل، كانت قد تلقت مساعدة من وزارة الزراعة لمكافحة مرض "الفارواز"، وهناك خطة من وزارة الزراعة أيضا لمعالجة "العفن الأميركي"، المعتبر من أخطر الأمراض التي يواجهها هذا القطاع.
ويشير فادي شبلي من حلتا إلى أنّه يملك 80 قفير نحل، يعتاش منها، وما حصل مؤخراً كان مفاجأة بالنسبة إليه، إذ قضى الصقيع على أكثر من 20 قفيراً من قفرانه.
ويلفت إلى أنها "المرة الأولى التي يتعرض فيها نحلنا في هذه المنطقة لمثل هذه الكارثة، فنحن هنا نبقي النحل في محيط قرانا طوال فصل الشتاء، وذلك لأن متوسط ارتفاع المنطقة مقبول، وحقولنا التي تصل إلى أقدام جبل الشيخ، غنية بمختلف أنواع الأزهار التي تتغذى منها النحلة، ما يميّز عسل هذه المنطقة من حيث جودته".
يضيف: "هذه الضربة كانت قاسية لهذا القطاع الذي نعتاش منه في المنطقة الحدودية، وأضيفت إلى قذائف العدو الإسرائيلي التي أحرقت مئات القفران إبان عدوان تموز 2006 من دون أن نحصل على أي تعويضات".
وطالب النحال نهاد أبو حمدان الجهات المعنية في وزارة الزراعة و"الهيئة العليا للإغاثة"، بإجراء الكشوفات اللازمة لتحديد الأسباب الكامنة وراء هذه الكارثة، تمهيداً لدفع التعويضات للمتضررين، كي يتمكنوا من تجاوز محنتهم في هذه الظروف الاقتصادية الضاغطة.
واستغرب عدم اكتراث الجهات المختصة بتفقد القفران المتضررة والوقوف على حاجات النحالين.
تعليقات: