هكذا زينت الهرمل العروس ماريا بالورد والغار‎

ماريا الجوهري زُفّت في الهرمل \
ماريا الجوهري زُفّت في الهرمل \"عروساً الى الجنان\" المدينة ودعتها بحسرة


كان الاحتفاء برحيل العروس ماريا الجوهري مميزاً مما زاد من جمال حضورها في غيابه. ربما هي سر موهبة تكمن في اضفاء جمال للحزن على كل الاشياء. ها هو الشلل أخذ يغزو الاجساد المعذبة التي تجرعت وجع الافكار العقيمة، و عرفت بالحق مدى زهق الآراء السقيمة.

و ها هي سماء مدينة الهرمل أسكرها جمال عروسها فذابت في زرقة عينيها المفترضة. فأخذت الارض تزهو لتستقبل وجه عروس و قبرها الذي زينته الايادي بأقمشة التول و الحرائر.

عروس مغرم اهلها بإبداع الرموز، و قد اتسع عالمهم الضيق البسيط لمغامرات بعد الموت حالمة.

أيُّ عروس انت ماريا،

أيُّ عروس لبست جلباباً ورديا اللون مطرزاً بخيوط ذهبية و فضية، كأشعة شمس نهارية، و منديلاً حريرياً ابيض اللون غطى قامتها الطويلة.

أيُّ عروس يداها تطوقانها، و قبلات الاحبة المحمومة تُطبع على وجهها السمح، و شعرها تفوح منه رائحة الحناء المعطر.

أيُّ عروس لن تمسح دموعها التي انهمرت براحة كفيها.

أيُّ عروس لا تتسارع نبضات قلبها خفقاً صادقاً يعبر في لحظة شواطئ و سواحل العالم.

أيُّ عروس يقف عند قبرها، ينقره، عصفور تائه، و عصفورة عاشقة.

أيُّ عروس تبحث النحلات في جوارها عن رحيق زهرة حالمة.


يا للعار...كيف يغلب الصمت في وضح النهار؟

يا للعار...كيف تنام العرائس في وضح النهار؟

يا للعار...

في بلادي كل شيء صار!

بدعوى غداء

بدعوى اعتذار

يا للمؤامرة التي ارتدت وجه قطة بريئة،

و مخالب لبؤة،

و عناد قبيلة.


اما آن للفجر ان يستفيق ؟

أما آن للشمس ان تنير ؟

يا للعار...

يا للعار...

فقد رأيناهم

ناموا

في وسط الليل

و منتصف النهار...

يا للعار...

تعليقات: