جوزف حرب بريشة الفنان الراحل زعل سلوم (كامل جابر)

من ديوان "شجرة الأكاسيا" للشاعر الراحل جوزف حرب

جنَّتي،

فيها قرىً، أختار إحداها

أسميها الخيامْ.

هل شمَمْتُم مرةً رائحةَ الجنَّةِ

تأتي، كلما الرِّيحُ تدُفُّ الغيمَ

من صوبِ الخيام؟

هل سمعتُم أبَ من ماتَ شهيداً

في الخيامْ

كيف في بيروتَ يبكي، ويغنِّي؟

"يا خيامْ

هجَّروا عنكِ عيوني. فضربتُ الجفنَ

فوقَ العينِ، من شوقي

خيامْ

يا خيامْ

كلما مرَّ حمامٌ عائدٌ عن قبرِ

أولادي

أشمُّ القبر في ريشِ الحمامْ".

الخيامْ

إن تمُتْ من أجلها مَوْتَ شهيدٍ

تَرَها. أو نَمْ بلا شمسٍ، تَجِدْ

دقَّ الظلامْ

بابَ عينيكَ،

وحطَّ الشايَ عند البابِ، والإبريقَ،

والمئذنةَ الخضراءَ، والطفلَ الذي يُرخي خيوطَ الرِّيحِ كي تسبحَ

نشوى في مياهِ الأُفُق

طيَّارات أوراقِ الغمامْ

إفتحِ البابَ تَرَ اللاشيءَ، تَعلمْ،

إنْ تَمُتْ من أجلها موتَ شهيدٍ تَرَها

أما الظلامْ

فَيُريكَ الشيءَ حُلْماً راحلاً

حين تنامْ

وبأيِّ الليلِ باقٍ

خاسرُ الشمسِ ينامْ؟

******

قامتِ "الدردارةُ" الخضراءُ

قالتْ:

ألخيامْ

هي أعطتني فمي.

مزجتْ كلَّ دمي بالريحِ، والنارِ

وماءِ الوقتِ، والفلِّ الذي صارَ تراباً

ثم

أعطتني

دمي.

عَمَّقَتْ

ما بينَ وجهِ الجرحِ في صوتي

ومرآةِ الكلامْ.

وإذا علاَّقةُ الوردِ، على خاصرةِ

الشباكِ،

من صُنْعِ المَطَرْ

وعناقُ الظلِّ، في القبلةِ، بينَ

الغُصنِ والموجَة

من صُنْعِ الشِّجَرْ

فأنا،

كلُّ شظايا قلبيَ المبريِّ من رمانِ صوَّانٍ وبرقٍ

هي من صُنْعِ الخيامْ.

جنَّتي، فيها قرىً، أختار إحداها أسميها الخيامْ.

هل شمَمْتُم مرةً رائحةَ الجنَّةِ تأتي، كلما الرِّيحُ تدُفُّ الغيمَ من صوبِ الخيام؟

جنَّتي، فيها قرىً، أختار إحداها أسميها الخيامْ.

جنَّتي، فيها قرىً، أختار إحداها أسميها الخيامْ.

جنَّتي، فيها قرىً، أختار إحداها أسميها الخيامْ.

جنَّتي، فيها قرىً، أختار إحداها أسميها الخيامْ.

جنَّتي، فيها قرىً، أختار إحداها أسميها الخيامْ.

جنَّتي، فيها قرىً، أختار إحداها أسميها الخيامْ.