الدكتور شكرالله كرم
ارسموا في جبينِ الشمسِ صورتَهُ، وبين ايديهِ مريضْ
تاتي الرصاصاتٌ العدوةُ، لا يَهابُ ولا يَلينْ
نذر الحياةَ لنزفِ طفلٍ، او مُصابٍ، او جريحْ
عيناهُ اعطاهُمْ، واعطاهُمْ محبَتَهُ، وعُشْقَا في الوريدْ
وكان وعدُهُ حاسِما: أنْ عنْ خِيامِهِ لن يغيبْ .
اترُكْ مكانَكَ يا ابي، الكلُ قد رحلوا
اترُك خيامَكَ بعضَ وقتٍ، كلُ ما في الجوٍ يُنذِرُ بالوعيدْ
اترُك لدينا الفُ بيتٍ عامرٍ، شوقٌ كبيرْ
ورجعُ صوتٍ من عيادتِهِ الجريئةِهادرٌ، ودويُهُ غطى على القصفِ الخبيثْ
الارضُ ارضي، والناسُ أهلي، والبيوتُ كما الهواءُ كما الطريقْ
ان تناديني بلادي ستجدْني، لن ترًونيَ بُعْدَ مترٍ عن جريحْ .
كان الفقيرُ ابن الفقيرِياتي اليه محَمَلا اوجاعَهُ
لا فلسَ يحمُلُهُ، لا شيئَ في جيبٍ تعيسْ
وكان يعرف مُسبَقا ان الطبيبَ طبيبُهُ والعيادةَ بيتُهُ
وان سعراً للدواءِ، و للفحوصِ، لن يكلف غير صفرٍ
وهو بالاصفارِ معصوبُ الجبينْ
يُنهي الطبيبُ علاجَهُ، لا شيء يَطلُبُ غير توديعِ الفقيرْ .
ما زال طيفُكَ في الشوارعِ في المدارسِ في البيوتْ
ما زال طيفُكَ في العقولِ وفي القلوبْ
لن ننسى صوتَكَ وهو يصرخُ رافضاً ظلمَ زعيمْ
لن ننسى قهقهةً، في الساحِ تُطلقُها، لتُفرِحَ أو تُدَاوِيَ من تُريدْ
لا زلتَ في روحِ الخيامِ، في قلبِها، في وعيِها، في بلدةٍ عرفَتْكَ مُلهمَها وسيدَها الاميرْ
عزت رشيدي
تعليقات: