من الندوة التي أقامها نادي الخيام في ذكرى استشهاد الدكتور شكرالله كرم
بالأمس، شاركنا في النادي الثقافيّ في الخيام بذكرى الشهيد الطبيب شكرالله كرم الذي استشهد عام 1977 مع رفاق له من أبناء الخيام في المجزرة البشعة التي اقترفتها أيادي الصهاينة أعداء الإنسانيّة. كانت الكلمات مُفعمة بالحبّ لهذا الشهيد الرمز الاستثنائيّ بكلّ معايير الإنسانيّة والوطنيّة والصمود.
كنتُ أعرف هذا البطل وأنا صغير كمن يعرف نجماً في السماء ينير ظلمة الخيام في زمن السراج. لقد ذهبتُ إلى عيادته للمعالجة برفقة الوالدين. كان علاج الطبيب شكرالله ابتسامة وتعليقات يتبعها شفاءٌ سريعٌ. كان شفافاً كفراشة، نهابه صغاراً ونحبّه بالرّغم من خوفنا من دخول عيادته الملأى بروائح الأدوية التي تثير الرعب في النفوس بمجرّد ملامسة أنوفنا لهوائها. ناهيك من فوبيا الإبرة التي تخترق اللحم بوخزها.
كنتُ صغيراً، لكنني لا أنسى ملامحَه وابتسامته التي كانت تغزو محيّاه لترسم قلوبَنا. ابتسامة لم تكن اصطناعيّة كما يفعلها بعض الأطباء، بل كانت فوتوكوبي عن قلبه الكبير المُحبّ لأهل الخيام، كما برهنت عليه التجارب والأيّام، والذين بادلوه هذا الحب قولاً وعملاً.
كان طبيباً طليعيّاً لا سالف له. فلم أسمع بطبيب سلب عقول وقلوب أهل بلدته كما فعل هو. كريم، لا همّ له الربح المادّيّ، يكفيه تنفيذ رسالته الطبّيّة بإخلاص ومحبّة. عطوف، مرح يشفي المريض بلمسة تشبه لمسة الأنبياء. عيادته مفتوحة للجميع للفقير والميسور، للقادر وغير القادر، وزيادة على ذلك كان على اطلاع ومعرفة تفصيليّة بكل عوائل الخيام ومشاكلهم الصحيّة والوراثيّة، سهّلت عليه التشخيص ووصف الدواء، فلم يكن الصهاينة على غفلة من ذلك، بل عرفوا أهميّة هذا الإنسان القابض على القلوب والأوجاع فأردوه شهيداً.
عميقة كانت كلمة ابنه وخلفه الدكتور كرم الذي وعى مكانة أبيه في مسامات أهل الخيام ومع كل شهقة وزفرة. عرّفتنا كلمة الإبن أكثر على عظمة الأب وحبّه للآخر ولعائلته وتشجيعه لأولاده على العلم والعطاء والمثاقفة. استمعنا إلى رسائله لعائلته ووقع كلماته التي لا يصدر أزرقها إلا عن أديب ومثقف عميق باطلاعه على نتاجات المفكرين والأدباء والفلاسفة والكتب السماويّة...
من منكم يستطيع أن يدلني على شخص آخر ينافس شكرالله حبّاً وذكرى وقاسماً مُشتركاً لأهل البلدة المنسيّة على تخوم الجنوب في زمن الموت المجانيّ والمجازر المتنقلة؟
أيّها الطبيب الكبير، ترتسم دائماً ابتسامتُك الخالدة أمام مُخيّلتي. أرى وميض عينيك وإشعاع قلبك. أنت كالأنبياء ندرة وإشعاعاً وذكاءً وعطاءً. تجمعنا ذكراك دون حواجز تذكر. لحكمة إلهيّة أوجدك الله في ذاك الزمن، قد نعي مغزاها بعد حين... كم أحوجنا إلى أمثالك في جنون هذا الزمن القاتل الفاجر...
كلمة صبحي القاعوري "شكرالله كرم.. ذاك الأسطورة"
ألبوم صور النشاط الذي أقامه نادي الخيام إحياء لذكرى استشهاد الدكتور شكرالله كرم
التقرير المصوّر لتلفزيون الجديد عن ندوة نادي الخيام الثقافي في ذكرى استشهاد الدكتور شكرالله كرم
من الندوة التي أقامها نادي الخيام في ذكرى استشهاد الدكتور شكرالله كرم
من الندوة التي أقامها نادي الخيام في ذكرى استشهاد الدكتور شكرالله كرم
من الندوة التي أقامها نادي الخيام في ذكرى استشهاد الدكتور شكرالله كرم
من الندوة التي أقامها نادي الخيام في ذكرى استشهاد الدكتور شكرالله كرم
من الندوة التي أقامها نادي الخيام في ذكرى استشهاد الدكتور شكرالله كرم
من الندوة التي أقامها نادي الخيام في ذكرى استشهاد الدكتور شكرالله كرم
من الندوة التي أقامها نادي الخيام في ذكرى استشهاد الدكتور شكرالله كرم
من الندوة التي أقامها نادي الخيام في ذكرى استشهاد الدكتور شكرالله كرم
من الندوة التي أقامها نادي الخيام في ذكرى استشهاد الدكتور شكرالله كرم
تعليقات: