مواطن لبناني يراقب بلدة الغجر المحتلة امس (طارق ابو حمدان)
سلّم مندوب لبنان لدى الأمم المتحدة السفير نواف سلام، رسالة شكوى ضد إسرائيل إلى رئيسة مجلس الأمن الدولي للشهر الجاري مندوبة أوكرانيا وأخرى إلى الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون، حول الاعتداء الإسرائيلي على خراج بلدة جنتا التي تقع شرق البلاد.
وأشارت المعلومات إلى أن الرسالة أوضحت أن "الطيران الإسرائيلي قصف تلك المنطقة بصواريخ عدّة ما يشكل خرقاً للقرار 1701 وللمواثيق الدولية". وطالب لبنان في الرسالة، بتقيد إسرائيل بذلك القرار الذي دأبت على خرقه جواً وبراً وبحراً.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن بلدة الغجر منطقة عسكرية مغلقة من دون أن يحدد الأسباب والدوافع والخلفيات التي ادت الى اتخاذ هكذا تدبير. وقد جاء هذا القرار عقب تسريبات إعلامية إسرائيلية تحدثت عن سحب جيش العدو لعناصره منها، ليتضح لاحقا عدم صحة هذه المعلومات.
ميدانيا، لم يتغير الوضع في بلدة الغجر بعد القرار الإسرائيلي. وفي جولة لـ"السفير" في محيط الغجر، تبين أن حركة السكان داخلها كانت اعتيادية، كذلك مدرستها التي استقبلت طلابها كالمعتاد، فيما رصدت حركة لدوريات راجلة ومدرعة للاحتلال في شطري البلدة. في حين عملت عناصر أخرى على مراقبة الجانب اللبناني، خصوصا محور نبع الوزاني، بواسطة المناظير من نقطة المراقبة المركّزة في الطرف الجنوبي للبلدة. كما حلّقت طائرات استطلاع في أجواء الغجر والوزاني ومزارع شبعا المحتلة، ولفترة دامت حوالي ساعتين.
وكان جيش العدو قد رفع من استنفار قواته على طول الحدود الجنوبية ومحور القطاع الشرقي كما زاد من حركة دورياته على طول الحدود، تحسبا لأية تطورات عسكرية. وذكرت وسائل إعلام العدو أن "عددا من كبار القادة العسكريين للعدو قاموا بجولة على طول الخط الحدودي لمزارع شبعا والجولان المحتلين، المواجه لمحور القنيطرة. كما سجلت حركة غير عادية في مرصد جبل الشيخ، وعند الطريق البرية التي تربط منطقة بيت جن السورية بلبنان، عبر مرتفعات جبل الشيخ.
كما عمل جيش العدو على ادخال معدات تجسسية متطورة الى هذا المرصد والى مرصد الفوارة المحاذي المطل على الجانب السوري.
وكانت اجواء الجولان والمزارع ومرتفعات جبل الشيخ، شهدت طوال الـ48 ساعة الماضية تحليقاً غير عادي للطيران الحربي الإسرائيلي، وطائرات الاستطلاع وعلى ارتفاع منخفض وبشكل دائري. كما سمعت فجر أمس الأول سلسلة انفجارات قوية مصدرها وسط مزارع شبعا المحتلة، تزامنت مع رشقات رشاشة ثقيلة من محور السماقة والعلم، ليتبين انها ناتجة عن أعمال تدريب لجيش الاحتلال.
وفي سياق متصل أعلن الناطق الرسمي باسم قوات "اليونيفيل"
اندريا تينانتي ان "الوضع على طول الخط الأزرق هادئ، ولا يوجد اي تغيير في الوضع الأمني". وأوضح ان "اليونيفيل تقوم بأنشطتها المعتادة بالتنسيق الوثيق مع القوات المسلحة اللبنانية"، مؤكدا "التزام كافة الأطراف وقف الأعمال العدائية والحفاظ على القرار
تعليقات: