أمي اربعون يوماً مضت على رحليك.... عشتها مع قسوة الفراق والألم وكأنها أربعون عاما مضت من عمري... أتعرفين لماذا يا أمي؟ لأنني ما تعودت على الفراق... نعم عشتها وأنا أقف بكل إجلال وإكرام لقضاء الله وقدره.... ويد حنون تمتد تختارك بجواره.
أقف أتذكر حياة طويلة من الجهاد من اجل حياتي وإخواني وأخواتي.. فكنت نعم الأم والصديقة أيتها الحنونة التي عزفت أناملها على أوتار آلة الحياة ولحنت أحلى أشجان الحياة.. من العطاء... والمحبة... حتى رسمت بيدك الحانية لوحة العمل ألوانها الانجاز والسعادة لنا... وتجمعت بعينيك أحرف العتاب لتشكل جمل التحدي وتظهر على وجهك الضاحك معاني الفخر والنصر تجسدت لوحة الحنان والوفاء لنا... كنت الأم الحنونة والمعلمة الجادة والمربية المخلصة والمتحدثة الصادقة فجعلت لحياتنا معنى.
أمي أيتها الغالية دون إنذار وحتى الساعة الأخيرة من رحيلك كان الدعاء من قلبك المتعب يلهج "الله يرضى عليك" وفقدت بعد ذلك هذا الدعاء عندما رسم الأهل والأحبة والأصدقاء لوحة الوداع الأخير يحملونك على الأكتاف ويسير الآلاف بوداعك يا أغلى الناس يثبتون ان هذا الحشد يبادلك المحبة والوفاء والدعاء بالرحمة لك من الله. وأنا لا املك إلا ان أقول لا حول ولا قوة إلا بالله.
أمي.... لماذا لم تعلـّميني الشجاعة على الفراق... ويا للعجب من هذه الدنيا التي تجمع ثم تفرق.. تبني الأمل ويهدم مع مر الأيام... يعيش الطموح ويموت بالإحباط.... يكون الإصرار ويتراجع اللامبالاة... نعيش الحياة وتنتهي بالموت.. والنتيجة فراق بلا عودة... يا لها من لحظات صعبة أيتها الدنيا الغدارة طوت أيام الأحبة بعيدا ولا تعيدهم.. ما أصعب لحظة الوادع عندما تصرخ بصوت عال أمي ولأول مرة لا ترد علي... أيقنت بهذا الموقف لماذا كانت تقول لي يا ولد... ليس نكران منها برجولتي.. ولكن إيمانا منها بمحبتي لان الولد يحظى بحنان أكثر... كنت القوي... فأصبحت الضعيف... كنت الرجل.. وأمسيت الصبي الباكي... والحزين.. ولكن عزائي أيتها الغالية انك عشت سنوات لا تعرفين إلا العمل للحياة والآخرة واليوم وبعد مرور أربعين يوماً أيقنت ان الحياة فانية والعمل الصالح هو الباقي ورجعت إلى كلامك ان الله الحي الدائم. فلا املك بذكرى رحيلك أيتها الإنسانة الطيبة الحنونة إلا ان أقف إجلالا أمام مقامك تحت الثرى وأقول رحمك الله يا من كنت الرمز للحياة... وأدعو الله ان يحشرك مع زمرة النبي المصطفى ويجمعنا في جنات الخلد وينزل على قبرك ضياء الرحمة وشآبيبها واعلمي إذا غاب الجسد... تبقى الذكرى... والحنان... والإنسانية... لنا عنوان... فإلى روحك الطاهرة ثواب الفاتحة ويرحمك الله يا غالية.
ابناؤك حسن ، سوزان ومحمد وباسم وحسين
سجل التعازي بالمرحومة الحاجة خديجة حسين رشيدي (أم حسن غصن)
..
.
تصادف نهار الاحد الواقع فيه 2 آذار 2014 ذكرى مرور أسبوع على وفاة المرحومين:
الحاج صالح حسن الحاج صالح حسّان (أبو محمد)
السيدة سعاد السيد أحمد زلزله (أم زهير عبدالله)
كما تصادف في هذا التاريخ ذكرى:
أربعين السيدة زهرة نعيم سعد (أم علي)
والحاجة خديجة حسين رشيدي (أم حسن غصن)
بهذه المناسبة يقام مجلس عزاء حسيني وتتلى آيات من الذكر الحكيم عن أرواحهم الطاهرة وتقبل التعازي في حسينية بلدتنا الخيام عند التاسعة والنصف صباحاً.
لهم الرحمة ولذويهم الصبر وطول العمر.
سجل التعازي بالمرحومةالحاجة خديجة حسين رشيدي (أم حسن غصن)
سجل التعازي بالمرحوم الحاج صالح حسن الحاج صالح حسّان (أبو محمد)
سجل التعازي بالمرحومة السيدة سعاد السيد أحمد زلزله (أم زهير عبدالله)
تعليقات: