حشود من صيدا وجوارها في مسيرة الوفاء للشهيد معروف سعد (محمد صالح)
تجاوزت صيدا التحديات الأمنية أمس، متحدية الإرهاب، ونظمت مسيرة الوفاء للشهيد معروف سعد في الذكرى التاسعة والثلاثين لاستشهاده بعنوان «شعب واحد من أجل الخبز والأمن والكرامة» ضمت الآلاف من أبناء المدينة، وجوارها. وقد غصت بهم شوارع المدينة في مسيرة جمعت تلاوين سياسية متعددة تحدياً للإرهاب في الشارع، مدافعين عن حقهم في العيش الكريم مطالبين بأمنهم واستقرارهم.
شارك في المسيرة إلى جانب الأمين العام لـ«التنظيم الشعبي الناصري» أسامة سعد، الأمين العام لـ«الحزب الشيوعي اللبناني» خالد حدادة، والأمين العام لـ«الحزب الديموقراطي الشعبي» نزيه حمزة، ورئيس البلدية محمد السعودي، ورئيس غرفة الصناعة والتجارة محمد صالح، والحاج حاتم حرب ممثلاً «حزب الله». وكانت مشاركة لافتة لـ«الجماعة الإسلامية» في المسيرة من خلال مسؤولها السياسي في الجنوب بسام حمود على رأس وفد من الجماعة، وبسام كجك ممثلاً «حركة أمل»، وسرحان سرحان ممثلاً «الحزب التقدمي الاشتراكي»، وقاسم صالح ممثلاً «الحزب السوري القومي»، وقاسم غادر ممثلاً «حزب البعث»، وأحمد مرعي ممثلاً «حزب الاتحاد»، ووفود من «المرابطون»، و«جمعية المشاريع»، و«قوات الفجر»، وشخصيات وفعاليات اجتماعية ونقابية واقتصادية وتربوية ونسائية وشبابية، ورجال دين ووفود من الأحياء الشعبية في صيدا وفروع وقطاعات التنظيم الشعبي الناصري.
سار في مقدمة المسيرة القنصل العام لسفارة فلسطين في لبنان رمزي منصور، وأمين السر لـ«حركة فتح» فتحي أبو العردات، وممثلون عن فصائل «منظمة التحرير الفلسطينية»، و«قوى التحالف»، و«القوى الإسلامية»، ووفود من الاتحادات والمنظمات الشبابية. ومشى في الطليعة الفرق الكشفية التي ضمت «الكشاف العربي»، و«كشافة الرسالة»، و«الكشاف الوطني الفلسطيني»، و«بيت أطفال الصمود» و«جمعية الكشافة والمرشدات الفلسطينية».
وقد رفعت في التظاهرة الأعلام اللبنانية والفلسطينية، ورايات «الناصري»، وصور الشهيد معروف سعد. كما رفعت شعارات ولافتات تشدد على نبذ الإرهاب والتطرف وحماية الوحدة الوطنية والسلم الأهلي والسير على نهج الشهيد. وردد المشاركون فيها هتافات تشيد بنضالات الشهيد، وتطالب بحقوق الفئات الكادحة، وتهاجم النظام الطائفي والتحريض المذهبي والإرهاب والظلامية، وتدعو إلى حماية الأمن والاستقرار.
انطلقت المسيرة الحاشدة من بوابة الفوقا قرب نصب الشهيد معروف سعد، مرورا ببوليفار رياض الصلح، ووصلت إلى ساحة النجمة، وتوقفت في المكان الذي أصابت فيه الرصاصات القاتلة الشهيد معروف سعد في 26 شباط 1975.
في المسيرة، قال سعد: «صيدا الوطنية رفضت التعصب والتزمت والتكفير. هي مدينة الانفتاح على جميع المناطق والفئات، تفتح ذراعيها للجميع مدينة للمحبة والاستقرار. هكذا أرادها معروف سعد الذي لم يكن يفرق بين مسلم ومسيحي، أو بين سني وشيعي، رافضاً تحويل الاختلاف السياسي او الديني أو المذهبي إلى خلاف أو صراع أو تقاتل». وتابع «أما أولئك الطائفيون والمذهبيون والإرهابيون الظلاميون فيحاولون تشويه وجه صيدا ويسعون إلى نسف ثوابتها ومبادئها. كما يحاولون بالعنف والإرهاب أن يفرضوا على المدينة اللون الواحد، والرأي الواحد، والدين الواحد، والمذهب الواحد. وهي محاولات تشكل إساءة كبرى لموقعها ودورها السياسي والوطني والقومي، وضربة للاستقرار ولمختلف القطاعات التجارية والصحية والتربوية».
ودعا سعد إلى «مواجهة الخطر الذي يهدد لبنان»، داعيا الحكومة إلى «اتباع خطة شاملة وحازمة، وتوفير الغطاء السياسي للقوى العسكرية والأجهزة الأمنية التي تقدم التضحيات في هذه المواجهة». ونبه سعد إلى أنه «من دون المواجهة الحازمة والشاملة فإن السلم الأهلي في لبنان في خطر وحياة اللبنانيين في خطر ومصير لبنان في خطر فلنتحرك لحماية لبنان ولنقف صفاً واحداً من أجل لبنان». ورأى أن «من حق الشعب اللبناني، بل من واجبه، مواجهة العدوان بواسطة الجيش والمقاومة لحماية الأرض والسيادة والاستقلال».
جانب من المسيرة التي اخترقت شوارع صيدا أمس (محمد صالح)
تعليقات: