إيلي صعب: من بنى أعشاش العصافير على كورنيش المساجد والكاتدرائيات

إيلي صعب: من بنى أعشاش العصافير على كورنيش المساجد والكاتدرائيات
إيلي صعب: من بنى أعشاش العصافير على كورنيش المساجد والكاتدرائيات


لا يمكن الحديث عن يوم المرأة العالمي دون العروج الى من غطى أقدامها بقبل لبنانيّة بفساتين تحاكي فتيات مسرح، و هوليوديات، شابات او للأفكار يافعات، و سنونوات، بأشكال مدهشة و بألوان غير مبهمة ينتشر معها الضوء و تدمدم الحياة. في حياة غدت ملأى بالأرقام و أشجار وحشيّة بلا أغصان. أنامل سحرية، لؤلؤة مرجان. نقطتين من شمع أختام، مثل شعلة في الظلام. ترى ما زالوا يبيعون في السوق باقات الورود و الياسمين التي تكلل هالة الانوثة؟

ايلي صعب، لم تتلمس يده الفوضى في التصميمات و كأن المعادلة لم تدخل حساباته، ربما لرجاحة كفه العاملة، و قيمة العمل لديه الذي غدا جزءا لا يتجزأ من حياته المكلّلة بإنجازات فخريّة. كان يختلف عنّا بطموحه و هو في أوّج جمال العطاء.

ايلي صعب في كلمات:

ـ مصمم لبناني اشتهر بتقديم الخياطة الرفيعة المستوى و الملابس الجاهزة.

ـ و أول مصمم أزياء عربي يعرض في اسبوع الموضة في روما.

ايلي صعب أضفى سحراً على الاشياء، و على كل ما يحوط بالمرأة طوال أعوامه المنصرمة في دراسة و تنفيذ فن الأزياء. و لا شكّ ان مجهودك لم يذهب هباء. فأنت واحد من المبدعين اللذين يعرفون كيف يقفون من المرأة على استحياء، و متى يفسحون لامرأة طريق، و عضد لها يشدّون، و متى من أجفالهم ينتبهون و متى حق المرأة باعتذار، او قانون اصدار، او حتى باقة ورد لا يتجاهلون. واحدُ ممن نشتاق اليهم لمعرفة المزيد عن حيواتهم، لكنهم لا يعرفوننا، و لا موقع لنا فوق صفحاتهم او حساباتهم. بارزُ هو ، من أعطى للفن مكانة. فغَدَت أسماء الفن تعرف جنّات لنساء يرتدين أزياء. علاقة الآتين، مبالغين، في احترام جنسية، لها الرأس مطأطئين، مثل شمس في قلب المجرة حيث يمتدّ شعاعها غصون سنين، ياسمين، و عنبر هناك. ايلي صعب من أعطى الازياء أجمل نقاط اهتمام عند عناق المدينة الباريسيّة. يا من جعلني افتخر بأنني لبنانيّة. حدوة حصان، و ثمرة رمان. و هو يحدثك في تصاميمه عن ثورة سوسن لبنانيّة و حبق. ترى هل يتعامل كلّ المصممين مع المرأة بالطريقة التي تعامل بها ايلي صعب فكرّس للمرأة هوية، في الابعاد ذاتيّة ؟ قد لا تنفع الشكوى، حيث يوقن المرء ان الفن الوليد الى ايلي بثّه من نفسه عشقه، في مرضة ذهبيّة لازمته منذ صغره فكرّس فنه للعائلة قبل الانطلاق. و هكذا تنطلق الاشياء. و هو ابن الثمانية سنوات. فاكتشف في ذاته و من ذاته للمستقبل مهنة أزليّة، بين وصلات النهارات و السنوات كليّة.

في يوم المرأة العالمي الف تحية لمن جعل الطلاّت راقية ذات لمسات سحرية، انثويّة. برّاقة. من تناقض الابيض و الاسود مستوحاة، طبعات، رمز حكايات بألوان من الورود منتقاة.

ايلي صعب، يا من بنى للعصافير أعشاشاً تغني على كورنيش المساجد والكاتدرائيات. من على منبر هذه الموقع الحرّ لـ "ايلي صعب" في يوم المرأة العالمي الف سلام واضيفها تحيّة.

* هيفاء نصَّار

تعليقات: