الفنان راغب علامة

لعلّك اذا نظرت الى عين الفنان راغب علامة الفيتها مسلّطة الضوء على الوطن بكل تجلياته. فنّان قد لا ينفرد بين جماعة البعد الواحد بوضوح الرؤى في انتقائه و اختياره لأعماله. أبدع في نقل الشكل المرئي و المسموع للمدينة التي عاش فيها منذ صغره، لما توافرت عليه خطوط أعماله من الصفاء. فتراك تجده رغم انفتاحه على خصائص الفن المعاصر متشبثاً بأسلوبه. أبدع في نقل الكلمة من متاهات لا متناهية و جعلها كتاباً جديراً بالقراءة والفهم، لكونه دمجها بروحه و فنّه الغير في الحداثة وليد. و هو ثبّت الرهان على طاقة الحرف و الكلمة في قدرات ابداعيّة أسهمت في نقل صورة ترجمة الوجدان وتجاوزت التشخيص في المحاكاة و انتاج صور للشرق سحريّة، منذ لبنات تجاربه الاولى في تشكيل شخصيّته الفنيّة. رسم لوحات باقية في المخيلة مثل " بنت السلطان " ، باعثة للمدينة البيروتيّة الروح من أنقاض، من ركام الحروب و النسيان. و هو الذي نفخ فيها من روحه و عبقريته فتجلّت الروح الابداعيّة ل فنّان. عدّ رائداً لواقعية و هو القائل بالفم الملآن في جريدة النهار اننا " نعاني خطأ في الاستهلاك، و نهزأ من الاجنبي الذي يشتري " بالحبّة " و نتهمه بالبخل بينما نشتري الطعام بكميات كبيرة ليفسد الجزء الاكبر منه. " 1ـ

فنّان حالمُ يبحث في فنّه عن مواطن الجمال في نبض الحياة اليومية و قد أسّس ما رسخ في الوجدان و الذاكرة.

تجده الاكثر اقتراباً من الحس الشعبي حين يلتقي في تعبيره الغنائي مع الحكاية. يصوّر تفاصيل الحياة و يتفاعل مع حركة الناس بعفوية. و هو الدائم في التشديد على دعم الشعب. لئن كان النجم اللامع صاحب الظهور ضمن أقطار العالم العربية و غير العربية، مشرقيّة و مغربيّة، فان فنّه أيقظ افقاً على التاريخ في معنى جديد للذات، و لغة الفن، دون ان يكون هناك أي قطيعة لمقومات الكيان الحضاري للفردية اللبنانية. " أنا فنّان و أدعم فقط لبنانيّتي و عروبتي " راغب علامة، منقول.

في بحث عن آفاق أوسع و في تعبيرات ادق، أسهم و يسهم راغب علامة في مشروع بناء ثقافة الدولة الوطنيّة الحديثة، في مسيرة دعم و استعادة حيّة لجوانب من الحياة الفرديّة اللبنانيّة بفنه و حضوره في المحافل الدوليّة. و اننا ما زلنا ننصت بإشراق لما يُقال عنه في المحافل و تتحفنا الاعلاميّة اللبنانيّة جومانة بوعيد حين تقول مخاطبة " علامة " بالقول " بتلبقلك المسؤولية و بليق فيك العمل الاجتماعي و الهادف.... و نفتخر بك سفيراً ووجهاً مشرقاً من لبنان ".2ـ

*** *** *** *** *** ***

أغنية جديدة لحنها راغب علامة بنفسه و كتب كلماتها طوني أبي كرم

و هي تتحدّث عن واقع اللبنانيين، في دعوة واضحة الى التوحد و نبذ الطائفيّة

و هذا نص الاغنية :

بوس العلم و علّي راسك

خلّي علمك يبقى عالي

هي رمز الوطن الغالي

لازم نتوحّد و نعيش مع كل الاديان

لو عالشوك و لو عالريش بيحمعنا لبنان

جيل جديد و دم جديد رح تبنوا وطن جديد

لبنان بيبقى و بيضل لما تكونوا ايد بايد

Sources:

1. An Nahar, Title: ماذا سيفعل راغب علامة لو كان حاكماً في لبنان ؟

2. راغب علامة سفيراً للنوايا الحسنة... و أهل الفن يباركون ،موفع مجدنا، 09 / 06 / 2013