تربية النشئ واجب أخلاقي
من الظاهر في حياتنا اليومية وبالمقارنة بالماضي القريب نجد فرقا كبيرا بين سلوك كل من الأجيال السابقة والجيل الحاضر اقل ما يكون احترامه للأكبر سنا او الى مدرسه ، واللوم لا يتحمله هذا الجيل وحده بل يتحمل القسم الأكبر منه البيت والتربوي فكلاهما مسؤولين عما وصل اليه هذا الجيل لعدم إعداده أعدادا صحيحا سواء كان ذلك من ناحية التربية الأخلاقية او الحياة العملية او الواجب اتخاذه تجاه الأهل والمعلم والوطن .
وحتى ننشئ جيلا صالحا لكل المجالات فلا بد من وجود قاعدة ننطلق منها واعتقد ان القاعدة المثلى ما قاله شاعر النيل حافظ ابراهيم :
الأم مدرسة اذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق
وإعداد هذه الأم مسئولية التربوي من استلام الطفلة ( ام المستقبل ) من الصفوف الاولى نرسخ في عقلها ما يجب عمله في كل مرحلة من مراحل التدريس حتى نصل بها الى المستوى المطلوب لتساعد التربوي بتخفيف العبء عنه في تربية الأجيال .
ان تربية الطفل او الطفلة لا يقتصر على الأخلاق فقط بل يجب ان يمتد الى تنمية أفكاره وما يجب عليه عمله وتوجيهه الى الإختصاص الذي يجب ان يتوجه اليه من مطالعة المعلم لملفه الدراسي ، وبذلك نكون قد حدينا من نسبة البطالة والهجرة عند الشباب وحدينا أيضاً من نسبة العنوسة عند الفتيات.
المهمة بدايتها صعبة ولكن التصميم على فعل ما لا بد من تحقيق الغرض ، ولنأخذ رسالات الأنبياء ، كان النبي يبدأ بنفسه وكان يلاقي المصاعب والمشقات ولكن التصميم والأرادة اصبح الفرد ملايين ، وكذلك الأحزاب كان يبدأ أيضاً الفرد بنفسه وبعد عناء يصبح الفرد ملايين .
كيف نبدأ ، نستطيع العمل من الآن او من العام الدراسي القادم بتوجيه المرحلة الأبتدائية وسيكون التركيز عليها اكثر لأن الطفل في هذا السن يتقبل كل شئ وكذلك المرحلة المتوسطة فإن تقبل الولد للأشياء سيكون اقل نسبة من المرحلة الأبتدائية وهاتين المرحلتين ابتدأ ستعطينا جيلا يعلم تماماً ماذا يريد ، اما المرحلة الثانوية ستكون الأصعب لوعي التلاميذ ولعدم تقبلهم أية آراء تختلف عن الأراء الذي اكتسبوها والنتيجة ستكون بحدود ٣٠٪ عن المرحلتين الأبتدائة والمتوسطة .
من سيقوم في هذا العمل الصعب ، الواقع في بدايته صعبا وبعد البدء سيصبح العمل سهلا ، وفي الألف ميل الخطوة الاولى ، ومن الممكن البلدية تتبني هذا العمل بداية مع مجموعة من التربويين ووضع خطة لتنفيذ هذا البرنامج في العام الدراسي القادم وبإشراك الأهل .
آمل ان يلقى هذا الإقتراح أذان صاغية من المهتمين التربويين ومن اولاد البلد والبلدية .
* الحاج صبحي القاعوري - الكويت
الجزء الثاني من موضوع "تربية النشئ واجب أخلاقي" للكاتب صبحي القاعوري
تعليقات: