المسرح: طقوس دينيّة مسرّة‎

أصل المسرح يرجع في كل الحضارات الى الاحتفالات المتصلة بالطقوس الدينيّة.

كان الانسان منذ الازل يرقص في فنون متكاملة بدافع المسرة. وبعتبر الرقص طقساً من الطقوس الدينية المسرّة، فهو يتحدث الى الآلهة، و هكذا اعتبر منذ الازل، بلغة الرقص.

وما الصلاة لهذه الآلهة و لشكرها الا ثناء بحركات راقصة. و كانت هذه النواة المسرحية أو بذرة المسرح. في مقالة اخرى يعتبر الادب هو التعبير المثير عن حقائق الحياة و حين يستخدم الفن الادبي كقالب للحقائق يغدو أثره كبيراً.

و الكلمة الادبية في المسرح هي احدى عناصر الاداء المسرحي. فالمسرح هو شكل من أشكال الفن يترجم فيه الممثلون نصاً مكتوباً الى عرض تمثيلي على خشبة المسرح. و المسرحية هي نص ادبي يصب في حوار و يقسم على مشاهد تحكي به الكتب قصة جادة او هازلة و يلقيه ممثلون فصحاء امام الجمهور في وقت معلوم و ضمن اطار فني معين. و المسرح صاحب تاريخ عريق في التأليف و التمثيل و الاخراج.

و ممثل المسرح يحاول بكل طاقته ان يحفظ الدور كاملاً دون نقصان. المسرح له مذاق خاص و هناك علاقة مباشرة مع الجمهور و الممثل يحسن بدفء المشاعر التي تحيط به على خشبة المسرح. و لا شك ان الممثل على المسرح تختلف حالاته النفسية كل ليلة تبعاً لمزاجه و طبيعة الجمهور.

و ممثل المسرح عليه ان يرفع صوته الى طبقات عالية حتى يسمعه الجمهور حتى بوجود مكروفونات.

و لا بد من الذكر ان المسرحية ذاك الفن الادبي الذي يقوم على الحوار يعالج قضية انسانية من خلال جملة من الاحداث المترابطة المتصلة بشخصيات انسانية و تجري في اطار بيئة زمانيّة و مكانية معينة.

ان الثقافة المسرحية، تؤدي الى فن مسرحي عظيم. و كان من أعظم الكتاب المسرحيين في تاريخ المسرح هم اولئك الذين شبوا في كنف المسرح، و تربوا في احضانه، و نهلوا من موارده مباشرةً. عند ذكر كلمة مسرح نفكر في نوع خاص من الترفيه و الذي مهمته الاساسية محاولة التأثير على الطبيعة بقوة ارادة الانسان، و من ثم احالة الافكار الى أشياء.

* هيفاء نصّار - أوتاوا، كندا