حسن كامل الصباح
رغم مرور الزمن الا ان علماً من أعلام الجنوب الكبار ما زال حياً في ذاكرة ابناءه بشكل عام و أبناء النبطيّة و منطقتها بشكل خاص.
ولد حسن كامل الصبّاح في بيت علم و فكر و معرفة، فتوجّهت اهتماماته نحو الاطلاع و الثقافة و التعرف على ما في الطبيعة من قوى.
ظهر نبوغه في الرياضيات و الطبيعيات منذ نعومة أظفاره. فقد ولد و في نفسه طوق للعلم و المعرفة التي أضافتها اليه عائلته. و قد كانت ولادته الميمونة في 16 آب 1895 و هو ابن لأب مستنير هو الحاج على الصبّاح و أم مثقفة أديبة هي الحاجة آمنة رضا ، شقيقة الشيخ أحمد رضا
كان منذ صغره مولعاً بالحساب و الشعر و الفلك. لم يترك الصبّاح فرعاً من العلوم الرياضية الا و اقبل عليه بلهفة و شوق كبيرين. لم يكن يشاهد الا متأبطاً كتاباً في حساب التفاضل و التمام، او المعادلات المتخالفة، و تشهد له جميع المجالات بالبراعة و التفوق الكبيرين.
في عام 1916 اختلط بالمهندسين الالمان فتعلم الالمانية و تابع أبحاثه في الكهرباء اثناء خدمته الاجبارية في صفوف الجيش العثماني حيث كان يعمل في قسم اللاسلكي. و قد علم عدم جدوى صلاحيّة الكتب المقرّرة مع طموحاته العملية فبدأ بدراسة اللغة الفرنسية للاطلاع على العلوم التي لم يكن يجدها في الكتب العربية آنذاك. و هو الذي أتقن اللغة الإنكليزية في فترة قصيرة، و استطاع حل مسائل رياضية و فيزيائية معقدة ببراعة و هو في سنواته الجامعية الاولى. من أهم اختراعاته هي جهاز ارسال تلفزيوني يستخدم للانعكاس الالكتروني و مرسل للصور و المناظر، و جهاز لتفريغ الشحن الكهربائي في الفضاء و جهاز يحول أشعة الشمس الى قوة كهربائية. اعتبر رائداً من رواد العلم في العالم و اطلق عليه لقب أديسون الشرق. و هو بالفعل رائد التقنيات الكهربائية و الإلكترونية المعاصرة. و قد كان العربي الوحيد الذي منحه معهد المهندسين الكهربائيين الامريكيين لقب فتى العلم الكهربائي.
و كما يذكر سعيد الصباح في مقالته بعنوان العبقرية اللبنانية بتاريخ 30 /08/2008
" يذكر قيام الدكتور محمد دبس بزيارة مكتب التسجيل الاتحادي في واشنطن، منتدباً من لجنة الصباح الوطنية، حيث استطاع الوصول الى براءات اختراعات الصباح المسجلة في هذا المكتب، و صورها كاملة. و تبين ان الصباح أنجز بمفرده 37 اختراعاً، و 15 غيرها بالتعاون مع زملائه المهندسين، و هي في حقول التلفزة و الطاقة الشمسية و التيار الكهربائي." و قد سجلت اختراعات الصباح في 13 دولة منها: الولايات المتحدة الامريكية، بلجيكا، و كندا، و بريطانيا، و فرنسا، و ايطاليا، و استراليا، و الهند، و اليابان، و اسبانيا، و اتحاد دول افريقيا الجنوبية، بالإضافة الى العديد من النظريات الرياضية في مجال الهندسة الكهربائية، الامر الذي أكسبه لقب" أديسون الشرق"
يذكر انه توفي في حادت سيارة بالولايات المتحدة الامريكية و هو في ذروة مجده العلمي و ذلك في 31 آذار من العام 1935
تعليقات: