العروسان في خيمة الزوجية (طارق أبو حمدان)
شبك العشرات من نازحي مخيم إبل السقي الحدودي، أياديهم في حلقات عامرة من الدبكة، على وقع الأغاني السورية التراثية، احتفاء بزفاف الشاب النازح شعبان عبد الوهاب خليف، على عروسه هناء خالد الزاغ من إدلب، واضعين همومهم ومعاناتهم جانباً، ليعيشوا ساعات قليلة من البهجة والفرح، آملين أن تكون نقطة انطلاق، باتجاه السلام المنشود في بلدهم، المجبول بالمآسي والمكبل بالحرب.
وإذا كان ضيق الحال لا يسمح بالكثير من مظاهر الفرح والبحبوحة، إلا ان أهل العريس أصروا على أن تكون الخراف مناسف لمأدبة الغداء، التي جمعت أكثر من 300 من المدعوين. كما أبت العروس إلا أن تلتقي عريسها، بثوبها الأبيض والطرحة تغطي وجهها المزين. وها هم أقارب العريس ينطلقون إلى خيمة أهل العروس، على وقع الزغاريد التي ضج بها المخيم. فكان انتقال العروس بدموعها الرقيقة، من خيمة متواضعة إلى «البيت الجديد» - الخيمة الزوجية، التي بدت في حلة مغايرة لمثيلاتها، زينتها باقات من الزهور جمعت من الحقول البرية المجاورة.
«العرس بالنسبة إلينا في غربتنا»، يقول والد العريس عبد الوهاب خليف «أمل بفرح فقدناه، فعسى أن تفتح الأيام المقبلة أذرعها، لنلتقي جميعاً في أرض وطننا الحبيب، ولتصبح ساعات الفرح القصيرة ذكرى تروى لأطفالنا الذين لم يولدوا بعد».
تعليقات: