لا بدَّ ان تشرق الشمس‎

 لا بدّ ان تشرق الشمس يوماً حيث تعود الطمأنينة والسلام الى نفوس الاطفال في ربوع هذا العالم المليء بالمشاحنات
لا بدّ ان تشرق الشمس يوماً حيث تعود الطمأنينة والسلام الى نفوس الاطفال في ربوع هذا العالم المليء بالمشاحنات


معلوم تماماً ان الحروب مثل الكوارث تترك آثاراً سلبية سيئة على نفوس الاطفال، و هي تعتبر جرائم بحق الانسانية جمعاء.

ومما يذكر تعريف الامم المتحدة للطفل حيث عرّف الطفل حسب اتفاقية حقوق الطفل التي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة ( بموجب قرارها المرقم 25 / 44 المؤرخ في 20 تشرين الثاني / 1989) في مادتها الاولى، بأنه كل انسان لم يتجاوز الثامنة عشرة من العمر. و معلوم ان الحروب لم تحمل سوى الالم و المعاناة للأبرياء فما بالك بالأطفال. يعتبر الاثر النفسي الذي تتركه الحروب بداخل كل من عاصرها و عايش رعبها و قلقها أنها السلاح الاكثر فتكاً. هذا التدمير النفسي الذي يدمر التوازن على وجه الخصوص لدى الاطفال. و ذلك من خلال صعوبة الظروف التي يعيشون فيها أو من خلال صعوبة تعبيرهم عن مشاعرهم او الحالة النفسية المزرية التي يمرون فيها بعد الحرب و التي يقوم العقل باختزالها، ما يؤدي الى مشاكل نفسية عميقة، خاصة اذا لم يتمكن الاهل او المحيط و البيئة، بطبيعة الحال ما يحصل في وقت الحروب، من احتواء هذه الحالات و مساعدة الطفل على تجاوزها.

و لا بدّ من العمل في مثل هذه الحالات على بذل الجهود من حيث مراعاة احوال الاطفال و ايوائهم و تأهيلهم و ابعادهم قدر الامكان عن الآثار النفسية و المعنوية التي يمكن ان تلحق بهم في سني حياتهم المبكرة. لا بد من العمل معهم على بعض استراتيجيات التأقلم من خلال دراسة بعض اساليب التعافي مما يساعدهم عل نسيان الاحداث التي مرّوا بها و التي أزعجتهم و سببت الارق لديهم ، مما يسهم في عملية انتزاعها الكلي من عقلهم الباطني و الخارجي. مهارات اقل ما يقال عنها انها تسهم في بقائهم على قيد الحياة بأقل الخسائر. فهؤلاء الاطفال ليس لديهم القدرة التلقائية على التعافي و علينا فعل أشياء عديدة لمساعدتهم على مواجهة المصاعب الاكبر التي تعترض طريقهم بعد وقت الحروب.

هؤلاء الاطفال، و هم يواجهون انعدام الامل بالبقاء بعد ما شهدوه من ويلات الحرب.

هؤلاء الاطفال، و هم يشاهدون البيت يتزلزل و الارض الخضراء تحترق و الشظايا و الاحجار تتطاير لتحطم النوافذ، يشاهدون ابتسامة طيبة منك تساوي الكثير فاحرص على ان لا تضيع تلك الابتسامة في ركام ضغط الحياة.

ان ما يتعرض له هؤلاء الاطفال صرخة مدوية في ضمير البشرية جمعاء لعلها بدويّها الصارخ توقظ الضمير العالمي على الانتهاكات التي يتعرض لها الاطفال في أوقات الحروب.

لا بدّ ان تشرق الشمس يوماً حيث تعود الطمأنينة والسلام الى نفوس الاطفال في ربوع هذا العالم المليء بالمشاحنات.

هيفاء نصّار

تعليقات: