بين صوَر تتجلّى فيها بعض المواقع التراثية، في حلو الأيام وزهو المواسم، وأخرى تتبدّى فيها مشاهد الدمار الشاملة التي أصابت الخيام جراء العدوان الأخير، تعيد للذهن مراحل متعددة من الدمار الكلي الذي لحق بعروس مرجعيون، أكثرها في عام 1978، إذ دكّت الأسلحة الإسرائيلية البلدة. هذه الصور جزء من موقع الخيام الإلكتروني www.khiyam.com الذي يسلّط الضوء على قضايا البلدة وأهلها، تحت عنوان «الخيام سنعيدها أفضل مما كانت». وتحت عبارة «وحدك يا جنوب بترجّع مجد العرب»، يتنقل الموقع في الخيام، التسمية والموقع والطريق والسكان وحتى البلدية، يبرز «المعركة والمجزرة» ومعتقل الخيام وتحرير الأسرى منه، الأسرى والشهداء والتحرير؛ ثم سوق الخميس والعائلات؛ وما كتبته الصحف عن البلدة بعد العدوان، وعن القنابل العنقودية. ويتناول قسم الصور، مجموعة من اللقطات النادرة، التي تبددت معالمها تماماً عن الخيام بفعل العدوان، منها مجموعة من كتاب «ذاكرة الجنوب عين وأثر». ومما ورد في الموقع: «غذّت الخيام نفسها بالكرامة والإباء وانتصرت لعروبتها ولوطنيتها ولقوميتها، فناصبها العدو العداء. اجتاحها العدو مرة فدمر منازلها، وارتكب فيها أبشع مجازره: ستون عجوزاً، هم كل من بقي فيها تحت ضغطِ التنكيل، تم إعدامهم بوحشية كانت تحاول أن تعلن موت الخيام الأبدي... لكن الخيام قامت ــ كطائر الفينيق ــ من موتها، معيدةً بناء نفسها حجراً حجراً، وشجرةً شجرة، ووردةً وردة.
الخيام الأبية هذه، أوقفت العدو عاجزاً أمام أبوابها في عدوان 12 تموز، فقصفها بكل آلة حربه، أفرغ فيها حقداً بغيضاً لطالما تعودته منه، وتركَ فيها دماراً وخراباً هائلين... حتى المستشفى، متحفها التاريخي... ومشروع القرية النموذجية الرائع. هذان المعلمان البارزان، لتاريخ الخيام ولمستقبلها، لم يسلما من بطش العدو الحاقد، وبقيت الخيام منارةً عصيةً على الاحتلال، قويةً، منيعةً، رائعةً وسيدةً للقلوب... ”
تعليقات: