إلقاء القبض على عدد من المشتبه بهم في حادثة مقتل البيضاوي
صيدا:
أوقفت القوى الأمنية في مدينة صيدا ثلاثة اشخاص من المشتبه بهم في مقتل الصيداوية وديعة حسن البيضاوي التي سقطت جراء الرصاص العشوائي الطائش خلال أحد الأعراس في صيدا القديمة، كما عملت على مداهمة منازل اربع مطلوبين فارين من العدالة.
وكانت هذه الحادثة تركت استهجاناً لدى أهالي المدينة وفاعلياتها، بعدما أودى الرصاص الطائش بحياة البيضاوي التي تبلغ العشرين من عمرها، وهي حامل وأم لطفلين، حيث رفعت الفاعليات الصيداوية الغطاء عن المخلين بالأمن وطالبت بإنزال العقاب المناسب بهم، فيما جرى تشييع البيضاوي بمشاركة حشد من الشخصيات الصيداوية.
ووزعت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي ـ شعبة العلاقات العامـة بلاغاً حول الحادثة جاء فيه «الساعة 20.00 من تاريخ 4/04/2014 أصيبت المواطنة (وديعة حسن البيضاوي مواليد عام 1995) بعيار ناريّ في رأسها أثناء تواجدها خلف نافذة منزلها في الطبقة الثالثة في محلة صيدا القديمة المطلّة على حفل زفاف في المحلّة، ما أدّى إلى مقتلها.
نتيجة للتحريات والاستقصاءات أوقفت عناصر فصيلة صيدا في وحدة الدرك الإقليمي بالتنسيق مع شعبة المعلومات بتاريخ 5/4/2014 ستة أشخاص قاموا بإطلاق النار خلال الحفل وهم كل من: (م. د. مواليد عام 1982)، (أ. د. مواليد عام 1987)، (م. س. مواليد عام 1986)، (م. س. مواليد عام 1993)، (ح. و. مواليد عام 1982) لبنانيين، (م. ع. مواليد عام 1984) فلسطيني.
كما تسلمت الفصيلة المذكورة من مخابرات الجيش في الجنوب ثلاثة أشخاص شاركوا في عملية إطلاق النار وهم كل من: (أ. ب. مواليد عام 1996)، (م. م. مواليد عام 1994) لبنانيين، (م. ح. مواليد عام 1988) فلسطيني.
كما ضبطت عناصر الفصيلة مسدسا حربيا وبندقيتين من نوع «بومب أكشن» بالإضافة إلى المقذوف الذي أصاب المغدورة وأربعة مظاريف أخرى فارغة.
ونتيجة للتحقيقات، تبيّن أن الموقوفين: الفلسطيني (م. ع.) واللبناني (ح. و.) لا علاقة لهما بعملية إطلاق النار، فتمّ إخلاء سبيلهما في حين أوقف الآخرون، والتحقيقات مستمرة بإشراف القضاء المختص.
الحريري
ولهذه الغاية، أجرت النائب بهية الحريري الموجودة خارج لبنان اتصالات بعدد من قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية وطالبتهم بالعمل على وضع حد لفوضى السلاح المتفلت في صيدا القديمة وإحياء أخرى من المدينة وما يتسبب به من أذى مباشر للمواطنين يطالهم في سلامتهم وأرواحهم وممتلكاتهم.
واتصلت النائب الحريري لهذه الغاية بكل من النائب العام الاستئنافي في الجنوب القاضي سميح الحاج، ورئيس فرع مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العميد علي شحرور وقائد منطقة الجنوب الإقليمية في قوى الأمن الداخلي العقيد سمير شحادة.
وتعليقاً على مقتل المواطنة بيضاوي قالت: مرة جديدة تواجه مدينة صيدا أحدى نتائج فوضى السلاح غير الشرعي الذي عانت منه كثيراً ولا تزال تنزف بسببه من أمنها واستقرارها وسلامة أبنائها حتى لم يعودوا آمنين على أرواحهم وهم داخل بيوتهم. وآخر ضحايا هذا السلاح المتفلت في بعض إحياء المدينة أم لطفلين وحامل في شهرها الثالث، إننا أمام هذه المأساة التي حلت بعائلة وديعة بيضاوي، نؤكد انه لم يعد مقبولاً ولا مسموحاً استباحة امن واستقرار المدينة وأرواح المواطنين من قبل بعض الشلل والمجموعات المسلحة تحت إي ذريعة أو تسمية ولأي جهة انتموا.
وأضافت: إننا إذ نثمن مسارعة القوى الأمنية والعسكرية لملاحقة مطلقي النار وتوقيفهم، نطالب بوضع حد لهذا التفلت المتمادي للسلاح غير الشرعي وتعزيز حضور الدولة بكافة أجهزتها في المدينة القديمة وغيرها من إحياء صيدا وان لا يكون فيها سلاح غير سلاح الدولة ومؤسساتها الأمنية والعسكرية للحفاظ على سلامة المواطنين وتوفير الأمن والأمان لهم.
وتقدمت النائب بهية الحريري من عائلة الفقيدة وديعة بيضاوي بأسمى آيات التعزية مشاركين إياهم حزنهم ومصابهم الأليم.
سعد
وطالب أمين عام «التنظيم الشعبي الناصري» الدكتور أسامة سعد بعد مشاركته في تشييع البيضاوي «الأجهزة الأمنية بإنزال العقاب الرادع بحق القتلة ليكونوا عبرة لكل الذين يقدمون على إطلاق الرصاص في الأعراس والمناسبات».
وقال: قبل بضعة أيام استنكرنا إطلاق الرصاص ابتهاجاً في أحد الأعراس، لما سببه ذلك من إزعاج وخوف وهلع لدى المواطنين، ولما قد ينتج عنه من إصابات أو سقوط ضحايا، وناشدنا الجميع العمل من أجل وضع حد نهائي لظاهرة إطلاق الرصاص في الأفراح والأتراح، أو لمناسبة الإفراج عن موقوفين، لما تؤدي إليه هذه الظاهرة المسيئة من نتائج خطيرة، كما طالبنا الأجهزة الأمنية بالتحرك سريعاً من أجل توقيف مطلقي الرصاص وتحويلهم على القضاء.
وأضاف: إن الأجهزة المعنية لا تتحرك، كما يبدو، إلا بعد حصول الفاجعة، وها هو رصاص الابتهاج يقطف حياة أم في مقتبل الشباب، فهل تحزم السلطة أمرها فتصدر توجيهاتها بالتشدد في ملاحقة جميع مطلقي النار وتحويلهم على القضاء؟ وهل ستبادر للتصدي لظاهرة الانتشار العشوائي للسلاح؟.
المستقبل
بدوره ادان منسق عام «تيار المستقبل» في الجنوب الدكتور ناصر حمود حادثة مقتل المواطنة وديعة بيضاوي في صيدا القديمة مطالباً القضاء بأن يأخذ مجراه في محاكمة مطلقي النار وبتعزيز حضور الدولة واجهزتها الأمنية والعسكرية في المدينة القديمة واعادة احياء فكرة استحداث نقطة عسكرية او مخفر للدرك فيها لاشاعة الأمن والطمأنينة بين المواطنين والحفاظ على سلامتهم.
وقال: بداية نتوجه بالتعازي الى عائلة الفقيدة المرحومة وديعة بيضاوي التي قتلت نتيجة تفلت السلاح وتفلت الامن في منطقة عزيزة على لبنان، يوماً بعد يوم يتبين ان السلاح المنتشر والمتفلت بين المدنيين في صيدا وغير صيدا هو ظاهرة مؤذية خاصة وانها الحادثة الثالثة خلال فترة قصيرة التي يسجل فيها اطلاق نار ابتهاجا بعرس او مناسبة في صيدا القديمة. نحن كتيار مستقبل موقفنا واضح وهو ان أي سلاح خارج عن سلطة الدولة هو سلاح غير شرعي وهو سلاح قاتل ولا يجب ان يكون موجودا بين المدنيين. لذلك نحن نطالب كتيار مستقبل ان يلاحق المرتكبون وان يأخذ القضاء مجراه بمحاكمتهم وفق الاصول.
وأضاف: لقد سبق وطرح قبل سنوات موضوع استحداث نقطة امنية او مخفر في صيدا القديمة ونحن نجدد التأكيد كتيار المستقبل على ضرورة ان يكون هناك اما مخفر او نقطة عسكرية للجيش حتى يكون الأمن نابعا من صيدا القديمة ويشيع الاطمئنان بين المواطنين. نحن بحاجة الى حضور اكبر للدولة في صيدا القديمة لوضع حد لكل هذه الانتهاكات الأمنية. ونحن نطالب وزير الداخلية الأستاذ نهاد المشنوق بان يهتم بهذا الأمر، وان شاء الله سيكون لنا لقاء معه وسنطرح معه هذا الموضوع لانه يهم كل ابناء صيدا.
الجماعة الاسلامية
أدان المسؤول السياسي لـ «الجماعة الإسلامية» في الجنوب الدكتور بسام حمود الجريمة بالقول: استفاقت صيدا على جريمة بشعة في صيدا القديمة ذهب ضحيتها أم لطفلين وهي حامل بطفلها الثالث نتيجة لتفلت وتسيب وفوضى السلاح دون رقيب أو حسيب، إن كل كلمات الاستنكار والإدانة لا تكفي أمام هول ما حصل، وإن الأمر الوحيد المقبول الآن هو سوق المتهمين أياً كانوا إلى العدالة لينالوا جزاء هذا الفعل الآثم.
وأضاف: منذ فترة والناس تعيش في خوف وقلق وتحديداً في صيدا القديمة عند كل حفل زفاف نتيجة العادة المستجدة بإطلاق النار بشكل كبير وهستيري وكأن المواطن لا يكفيه ما يعانيه في ظل الأوضاع العامة في البلد، والمؤسف أن هذا الأمر تكرر عدة مرات في فترة وجيزة ولو أنه تم التعامل بكل حزم وقسوة مع أولئك المستهترين بأمن وأعصاب وأوضاع الناس لما وصلنا اليوم إلى هذه المأساة.
وطالب حمود الأجهزة الأمنية كافة بالتعامل الحازم وعدم التهاون مع كل من يظن أنه فوق القانون وأن لديه خيمة تحميه من الملاحقة عندما يتعدى على القانون أو كرامة الناس وأرواحهم.
إلى متى وداع الأحباب برصاص الفوضى؟
تعليقات: