الأشقاء الثلاثة النازحون في مخيم مرجعيون (طارق أبو حمدان)
يبدو النازح السوري من إدلب أحمد العمر متصبراً، وهو ينظر إلى أطفاله الثلاثة المكفوفين منذ الولادة، بسام (12 عاماً)، عبدو (13 عاماً) وخليل (14 عاماً). فهو عاجز عن تقديم أي مساعدة تنقذهم من هذه المأساة التي يعيشونها، ليكتفي بضمهم إلى صدره واحتضانهم بعاطفته، والتضرع إلى الله، ليرسل لهم من يقوى على مد يد العون لإجراء عمليات جراحية تعيد لهم نعمة البصر بعدما أكد الأطباء حاجة كل منهم لزرع قرنية، وعندها سيستعيدون بصرهم.
عائلة أحمد العمر المؤلفة من 13 فرداً، تعيش في خيمة قماشية، عند الطرف الغربي لمخيم مرجعيون، في ظروف حياتية صعبة. «القدر نغّص حياتنا»، تقول الأم عدلية. تضيف: «زوجي مريض منذ سنوات عدة وهو عاجز عن العمل، وأنا أمضي معظم وقتي، في مراقبة حركة أطفالي داخل الخيمة وفي أرجاء المخيم».
وتابعت: «نعيش من تقديمات الجهات المانحة والحمد لله. لقد زارنا في المخيم طبيب تابع لإحدى الجهات المانحة، وعاين أطفالي وقال إنهم بحاجة إلى عملية زرع قرنية، وإنه سيتابع وضعهم لدى هذه الجهة، لتكون كلفة العمليات الثلاث على نفقتها، ولكن مضى أكثر من سبعة أشهر، فلا الطبيب عاد إلى المخيم مرة أخرى، ولا الجهة المانحة اتصلت ثانية لتضعنا في آخر المستجدات. لكننا راضون بقدر الله، ونتوسّل إلى من يقدّم المساعدة الكفيلة بإعادة النظر إلى أطفالي».
تتنفس الوالدة الصعداء قليلاً لتقول الحمد لله. تضيف: «إذا كان أطفالي فاقدي البصر، إلا ان الله خصهم بالبصيرة، وبالقدرة على التكيف مع وضعهم، فهم أذكياء جداً، وهذا يخفف عنا وعنهم هذه المأساة، وقد باتوا يعرفون أزقة المخيم جيداً، ويتحركون بكل سهولة، ويبدلون قنوات التلفاز، ويحفظون جيداً كل ما يتردد على مسامعهم، وبمقدورهم تعداد الأحرف الأبجدية، والعدد من واحد إلى مئة باللغتين العربية والإنكليزية. وهم يغتسلون ويرتدون ملابسهم، لكن مهما يكن، فإن النظر نعمة من الخالق حرم أطفالي الثلاثة منها، وهم بحاجة لمن يساعدهم في الحصول عليه».
تعليقات: