عرض بلا طلب في سوق الخان
قبلة انظار ابناء حاصبيا والعرقوب لما فيه من منافسة وعروض...
سوق الخان - إذا كان شهر رمضان الكريم هو شهر الخير والبركة فإن الضائقة الاقتصادية التي تقض مضاجع المواطنين وتحاصرهم في كل إتجاه ظهرت معالمها بوضوح مع بداية هذا الشهر الفضيل على مختلف الطبقات الشعبية الفقيرة واصحاب الدخل المحدود نتيجة تفشي البطالة وعدم وجود فرص عمل لشريحة كبيرة من المواطنين، حيث ان الحاجات الغذائية الضرورية يزداد الطلب عليها في هذا الشهر الفضيل مما يرتب اعباء اضافية بات المواطن عاجزاً عن تحملها، لذا وامام هذا الواقع المرير لم يبق لدى هذه الشريحة الواسعة من الناس سوى اللجوء الى الاسواق الشعبية لتأمين ما أمكنهم من حاجياتهم ومتطلباتهم الحياتية والمعيشية، وسوق الخان الشعبي العريق والموغل في القدم هو قبلة انظار لغالبية ابناء منطقة حاصبيا والعرقوب لما فيه من منافسة في الاسعار وعرض للبضائع تلبي حاجات المستهلكين بكافة فئاتهم· ومن يقصد هذا السوق في الاسبوع الثاني لهذا الشهر الفضيل يخيل له للوهلة ان الاوضاع بألف خير والحركة الاقتصادية بأوجها لكن سرعان ما يجد العكس تماماً، اذ ان المتسوقين يكتفون بالتنقل من بسطة الى اخرى للتفرج وشراء ما رخص ثمنه من خضار وفاكهة تحضيراً لوجبة افطار رمضانية امام الغلاء الفاحش الذي يكوي بنار هؤلاء المواطنين الذين لا حول لهم ولا قوة مستغربين هذا الارتفاع الجنوني لأسعار المواد الغذائية دون حسيب او رقيب· وتصف الحاجة ام علي الوضع "بالتعتير" وتقول: شو بدنا نحكي الشكوى لغير الله مذلة، يعني ما عاد حدا يسأل عنا وخاصة بالشهر الفضيل حيث كنا نتوقع ان تكون الاسعار ارخص من هيك اقله اسعار الخضار واللحوم كي نتمكن من تأمين وجبة الافطار لكن للأسف صار الواحد بدو يحط اللي فوقه واللي تحته تيحضر هالوجبة· علي الشعار من بلدة الهبارية يبحث بين البائعين عن الارخص والافضل لتحضير وجبة افطار تعوض عن صيام نهار كامل ويقول: سبحان الله بين ليلة وضحاها زادت الاسعار اضعاف واضعاف دون ان نسمع اي مبرر منطقي لذلك، والمشكلة ما عادت بالخسة بس ولكن البطاطا كمان صار الكيلو بـ 1500 ليرة والبندورة نفس الشي وكيلو اللحمة البقر بـ 16 الف ليرة ويسأل، اين جمعية حماية المستهلك والجات المعنية للحد من الغلاء وضبط الاسعار التي اصبحت تكوي المواطن بنارها، مضيفاً، انا عسكري متقاعد ومعاش التقاعد نزلت قيمته الشرائية الى النصف، ما عاد في قيمة للمصاري بهالبلد، ويختم بالقول: ولكن رمضان كريم· الحاج محمد رجب من بلدة كفرحمام رجل في الثمانين من عمره يتأفف لما الت اليه الاوضاع في هذه الايام الصعبة التي يمر بها هذا البلد حيث ان المواطن بات يشعر انه غريب في وطنه فهو في واد والمسؤول في واد آخر، ويترحم الحاج رجب على ايام زمان حيث كان الجميع بألف خير أما اليوم "فكل شيء تغير والله يعين الناس بهالشهر الفضيل لانه كل شي بيصير غالي وكل واحد يبيع حسب ما بدو، وما في حدا يراقب الاسعار، ويسأل، مين بيحمي المواطن وبيضبط الاسعار؟"· الحاجة ام محمد تسارع الى القول: ما عاد في شي رخيص بالحياة الا البشر، كل شي عم بيزيد سعره وعن جد الناس ما عاد فيها تتحمل هالوضع، يعني الواحد صار بدو ميزانية خاصة لهذا الشهر الفضيل ولكن ما في باليد حيلة والله كريم· من جهته، محمد الحمصي بائع خضرة يرفض تحميل التجار الصغار مسؤولية هذا الارتفاع الجنوني للاسعار الذي ينعكس سلباً على نسبة المبيع ويقول: ان السبب في ذلك يعود لكبار التجار الذين يغتنمون هذا الشهر الفضيل لرفع اسعار الخضار والفاكهة واللحوم وغيرها من المواد الغذائية في ظل غياب شبه تام للجهات المسؤولة عن مراقبة الاسعار ومحاسبة كل من تسول له نفسه اللعب في لقمة عيش المواطن، ويضيف: فهذا الغلاء بقدر ما يشكو منه المستهلك فهو يشكل بالنسبة لنا صدمة قوية امام هذا الجمود في الاقبال على شراء المواد الغذائية مما يرتب علينا خسائر اضافية بتنا عاجزين عن تحملها، ويتساءل الحمصي: الى متى سيبقى الوضع على هذا الحال؟ ولمن يشكو المواطن امره؟ من المسؤول الحقيقي عن هذا الغلاء، اين الجهات المعنية لإجابة المواطن عن هذه التساؤلات والتخفيف عن كاهله؟
التفرج سيد الموقف بسبب الغلاء
تعليقات: