ونحن نحتفي بالمقاعد‎


لكي تعرف المدينة جيداً و تفهم جوهرها، عليك الغوص في التحديات التي تفرضها مقاعد المدينة، فالمطلوب اليوم هو مزيد من الالوان الحرة للمقاعد. لعلّ مقاعد المدينة غنية عن التعريف لما تمكّنه من فن التواصل و الانفتاح على التطور و الحداثة. و مما لا شك فيه ان المقاعد تشكل لوناً بارزاً من الوان الحراك الفني، الثقافي و السياسي في مدينة ما. و اذ تتشابه هموم الجالسين على المقاعد في القضايا الاجتماعية و الازمات، تتشابه همومهم أيضاً في الخصوصية المشتركة و الطبيعة المتشابهة. في الحديث عن المقاعد لا مجال لطرح الاسئلة الا تلك التي تحتضن الحاضر و المستقبل فتتشابه فيها الظروف. فهذه المقاعد انما تدعو الى خلق التطور المتزامن و المتماثل في خطط مسؤولة اتجاه تطوير الفرد و تطوير المجتمع من خلال نظم تعليم حديثة يجب ان يتم العمل على تبنيها.

و المقاعد تحفل بالكثير من اسماء الجالسين عليها. بعضهم ممن أصبح من النجوم البارزة من الاجيال التي أحبّت المقاعد و احبّت الجلوس عليها. فغدى الجلوس على هذه المقاعد متعة لا يقابلها متعة. و اذ تطرح المقاعد اسئلة جديدة في اطار الاسئلة الغير معتادة تبحث عن اجوبة اخرى على سلم تقديم تجارب مختلفة تسهم في العمل على تشخيص الواقع الاجتماعي بعين ناقدة وواعية على واقع المقاعد الراكد. و نحن نبحث عما يمكن فعله في اطار تطوير المقاعد و تطوير اشكالها نبتغي التجديد و ابتكار انماط واشكال جديدة. فعندما يلتقي الضوء على المقاعد يلقي بظلاله عل قيم معيشة و على متغيرات اجتماعية يجب ان تأخذ طريقها فيما يتعلق بمن يجلس على المقاعد نفسها. حين تدخل المقاعد في المنافسة مع مثيلاتها مما ينتج الوطن تنتج المقاعد من نفسها و لنفسها كل يوم باباً جديداً لتوسيع مساحة الجالسين عليها في ارجاء المدينة الوطن. المقاعد اليوم تطرح الكثير من القضايا و الاسئلة التي تخص راهن المجتمع اللبناني و مستقبله عبر طروحات يجب ان تكون ناضجة. و نحن نحتفي بالمقاعد يحق للمقاعد نفسها ان تحتفي بكل نشاط شبه يومي في قاعات الفنون و السياسة. تحتفي المقاعد اليوم بمن يعملون على ترسيخ اساليب مختلفة تتماهى و تتماشى مع ما يتطلع اليه الفرد اللبناني من رقي و ازدهار يستحقه. تَطلّع يتماشى مع هذا العالم في محاولة لإيجاد أشكال للمقاعد ذات صيغ خاصة تتناسب و رقي المجتمع و تطوره المنشود






تعليقات: