من النشاطات الترفيهية للأطفال النازحين إلى شبعا (طارق أبو حمدان)
تجاوز عدد النازحين السوريين، إلى عاصمة العرقوب شبعا، عتبة الـ1019 عائلة، وفق آخر أرقام البلدية التي باتت تتلمس هول هذه المشكلة المتجهة للتفاقم صيفاً، في ظل تواصل النزوح بمعدل 20 إلى 25 عائلة أسبوعياً، وهي التي تستعد لاستقبال الآلاف من سكانها المهاجرين خلال الصيف والذين يقصدونها كل عام.
«لم تعد تتسع منازلنا ولو لنازح واحد. طرق بلدتنا باتت تضيق بحركتهم، والنقص بات واضحاً في مياه الشفة. شبكة الكهرباء لم تعد تتحمل ضغطاً إضافياً. والمحال التجارية تنوء تحت عبء الديون المتراكمة على عشرات العائلات النازحة». هذا لسان حال أهالي البلدة الذين كانوا قد حضنوا النازحين، وقدموا لهم كل مساعدة، «لكن تصاعد عددهم الذي فاق عدد السكان المحليين، بات بحاجة لحلول جذرية وسريعة»، وفق رئيس البلدية محمد صعب الذي يشير إلى أن «البلدية وضعت كل إمكانـــــاتها في خدمة النازحين، في الإيواء، الصحة، التموين، الترفيه، المحروقات، المياه، الكهرباء، النــــفايات، الحــــرس الليلي والمنازل». يضيف: «الشوارع ضاقت بحركـــة النازحين، وقد عملنا على ضــــبط معظم المخالفات، لكن قدراتنا وخاصة المادية باتــــت محدودة بعدما تجاوز العدد حدود الـ8000 نازح، حتى يمكن القول إننا وصلنا إلى حافة الإفلاس».
صعب هدد باللجوء مرغماً إلى «السلبية إذا لم تقم الدولة والجهات المحلية والدولية المانحة، بمد يد العون لنا، إذ سنلجأ إلى قطع الطرق الرئيسية، كمرحلة أولية ليكون تحركنا لاحقاً تصاعدياً، فالبلدية واقعة تحت عجز يتجاوز الـ500 مليون ليرة، في ظل شح الواردات».
يقول: «نحن بحاجة سنوياً إلى نحو الملياري ليرة لبنانية، حتى نتمكن من الاستمرار في مساعداتنا للنازحين، إذ ارتفعت النفقات إلى أكثر من 60 في المئة، فالكهرباء مؤمنة لكل النازحين وأهالي البلدة، فلدينا 4 مولدات بقدرة 1200 kva، كلفة تشغيلها 30 مليون ليرة شهرياً، إضافة إلى بـــــدل صيانة يصل إلى 10 ملايين ليرة، إذ دفعنا 30 ألف دولار الشهر الماضي لإصـــــلاح أحد المولدات الذي احترق بسبب الضغط».
يضيف صعب: «مياه النبع الذي يغذي شبعا والقرى المحيطة بمياه الشفة، تدنى معدله إلى ما دون النــــصف، وهذا يدفعنا إلى البحث عن بدائل، ونتجه إلى حفر آبار ارتوازية للتعـــــويض عن النقص الحاصل، والبلدية غير قادرة على الغــــوص في هذا المجــــال والذي تلزمه موازنة مرتفعة، وندعو مجلس الجنوب ومجــــلس الإنماء والإعمار والوزارات المعنية، الى وضع خطة لتأميـــن مصادر مــياه جديدة قبل أن نصل الى حد العطش».
وأشار إلى «مشكلة النفايات التي ارتفعت كمياتها ضعفين، فبعدما كنا ننقل من البلدة 4 إلى 5 نقلات نفايات يومياً، بتنا ننقل يومياً نحو 15 نقلة، أي بكلفة نحو 1000 دولار في اليوم. كما ندفع صيانة للصرف الصحي نحو 16 مليون ليرة شهرياً. كل ذلك يضاف إلى أزمة السكن الحادة في البلدة، بحيث لم يعد هناك ولو غرفة واحدة فارغة، وأهالي البلدة الذين سيعودون مطلع الصيف، سيضعوننا أمام أزمة سكنية حادة لم نعرف سبيلاً لمواجهتها وحلها».
وشدد صعب على التعاون الجاد والمستمر مع الجيش والقوى الأمنية، من أجل الحفاظ على الوضع الأمني في البلدة، والسيطرة على أي مخالفات أو تجاوزات. وقد تمّ ضبط المعابر الجبلية البرية، التي تربط بين لبنان وسوريا عبر مرتفعات جبل الشيخ.
تعليقات: