الحاج عبدالله حامد‏‎.. شخصية تميزت بالحكمة والسخاء

المرحوم الحاج عبدالله محمد علي حامد (أبو محمد).. ‏‎.. شخصية تميزت بالحكمة والكرم
المرحوم الحاج عبدالله محمد علي حامد (أبو محمد).. ‏‎.. شخصية تميزت بالحكمة والكرم


شخصية تميزت بالحكمة والسخاء و قد بسطت لنفسها حضوراً، الا و هي شخصية المرحوم الحاج عبدالله محمد حامد. لعلّ اجمل مواقفه تلك التي امتزجت فيها عذوبة المرء وانسانيته.

و لعل مواقفه الكثيرة خير مثال على هذا النمط من الافعال. و انت تنحاز الى شخصيته تشعر انه لم يعد كل شيء كما كان. و قد حوّل المرحوم الحاج عبدالله هذا الفهم الى سلوك شفاف أمكننا من خلاله النظر الى عظيم محامده فيما تمتعت به شخصيته من مواقف انسانية عالية ما دفعنا الى التأمل في أفعاله. هذه الشخصية التي انبثقت من الواقع الخيامي الذي انطلقت منه فاستلهمت الحكمة و العمل و حوّلتها الى عنصر مكين من عناصر الحياة.

و لا عجب في مزايا رجل و خصاله التي ميزته عن الآخرين فقد " كان مشهوراً بالسخاء الغير طبيعي، نعطي مثالاً على سخائه و هو في حرب الكويت سافر بسيارته الى الاردن مروراً بالعراق و من ثم قرر العودة الى الكويت لشحن أغراض البيت الى بيروت، و بينما هو بالعراق تعطلت السيارة، فاستضافته عائلة عراقية و بات عندهم تلك الليلة و في الصباح الباكر قام المرحوم الحاج عبدالله محمد حامد بتقديم السيارة كهدية على حسن الضيافة و أكمل السير بواسطة سيارة اجرة الى الكويت" ( اولاد المرحوم )

لم يكن المرحوم ممن يقضون سحابة ايامهم متذمرين و لم يكن ممن يكررون حياتهم في كل يوم. لقد كان مميزاً في خدمته للناس " كانت تتمثل بتزويد الناس و خاصة المستضعفين منهم بالمياه دون مقابل و لأكثر من ثلاثين عاماً و دون علمهم أيضاً، كونه كان يملك خزاناً للمياه "سيتيرن" " ( اولاد المرحوم، )

كان المرحوم الحاج عبدالله محمد حامد صاحب شخصية فيها مزيج من الدعابة و الفرح و الامل فقد كان " سريع الرضا، حيث ان مدة غضبه او زعله لا تتجاوز دقائق معدودات و كأن شيئاً لم يحدث، و اذا اراد الاعتذار يقوم بملاطفتك حتى يضحكك بالقوة و يجعلك تحبه اكثر مما مضى، لا يعرف الحقد او الخبث البتة " ( اولاد المرحوم)

كان المرحوم الحاج عبدالله محمد حامد يرفض مبدأ الاثراء على حساب الناس. و قد كان يبحث دائماً عن حلول حقيقية للأزمات. فقد كان " عنده شجاعة و مروءة بشكل مذهل و منقطع النظير، في احد المرات قام احد المصريين بالتعدي على رجل فلسطيني كان يستقل سيارته مع عائلته و معظم الناس يتفرجون، و ما ان وصل المرحوم حتى لكم المتعدي لكمه واحده كانت كفيلة بأردائه ارضاً، عندها ارتفعت هتافات المتفرجين بقول جاء الحق و زهق الباطل ان الباطل كان زهوقاً." ( اولاد المرحوم

لقد كان المرحوم الحاج عبدالله محمد حامد مفردة بارزة في قاموس خيامي أصيل. و قد اعطى الانطباع عن المواطن الخيامي بشكل مميزاً. انطباع عن مدينة مزهرة و جميلة و سكان مميزين.

اذ يقرر الحاج ان يُحييك في كل يوم مفرد يحييك و محياه و ملبسه كان " التواضع و هو السمة الابرز في حياته، الدنيا لا تعنيه بكل ما فيها من مال و لذة او لباس، يسأل عن الكل، و لا يأكل الا مع الكل." ( اولاد المرحوم )

كان المرحوم الحاج عبدالله محمد حامد يجر اكثر من خمسين عاماً ورائه، لكن مرامه كان دوماً جديداً. و هو الذي كان دائماٍ يشعر ان المطر في الخيام يشبهه المطر في تورنتو و أوتاوا و نيو أورلينز.

رحل الحاج عبدالله كرحيل شعاع الصباح في البلاد الحارة، فوقع رحيله كان قاسياً. رحيل رقيق الطبع رقة الاصل.

يا حرة قلوب في الاشتياق اليه في رحيله.

ان طريق العمل من اجل بناء العائلة في مجتمع الوطن طويل حافل مملوء بالأشواك و لكن كتب على امثال المرحوم ان يسير فيه حتى النهاية.

ترى هل ثمة اكثر حزناً من قطار مرّ فتوقف تحت المطر، فأخذ احبة أمثال الحاج عبدالله محمد حامد ثم ارتحل ؟.

* هيفاء نصّار

ملاحظة: لقد تمت موافقة أهل الفقيد المرحوم الحاج عبدالله محمد حامد على مضمون المقالة.

مع شكرنا الجزيل للمشرفين على موقع خيام دوت كوم و لعملهم الدؤوب لخدمة الخيام و أهلها

هيفاء

سجل التعازي بالمرحوم الحاج عبدالله محمد علي حامد (أبو محمد)

--------- --------- ----------

صفحات موقع "خيام دوت كوم" ستبقى مفتوحة دوماً للجميع، منبراً حراً لنشر أدبياتهم وآرائهم واعلاناتهم وكتاباتهم وصورهم، ضمن حدود اللياقة والأصول، خدمة لأبناء منطقتنا العزيزة.

والآراء المنشورة تحمل رأي كتّابها ولا تعبّر بالضرورة عن رأي "الموقع" أو توجهاته.

يمكن التواصل معنا، عبر بريدنا الألكتروني: info@khiyam.com

تعليقات: