المزارعون عند بركة الدردارة
والمزارعون يتخوفون من تهديد مواسمهم الزراعية في سهل مرجعيون
يعاني القطاع الزراعي في سهل مرجعيون، أسوة بباقي المناطق اللبنانية، مشاكل جمة، لكن قلة الامطار والمتساقطات هذه السنة، التي تغذي الانهر والبرك، ومنها بركة الدردارة، زادت من مشاكل هذا القطاع ومعاناة المزارعين، كما ادى الى حصول شح في المياه و انخفاض في مستوى منسوب المياه فيها، بالاضافة الى وجود آبار ارتوازية على المجرى الجوفي لنبع الدراردة الذي يغذّي هذه البركة بالمياه.
وهذا ما دفع المزارعون في سهل مرجعيون الى إطلاق صرخة مدوية الى كلّ المعنيين والمسؤولين، احتجاجا على وجود هذه الابار على المجرى الجوفي لنبع الدراردة ما أدّى الى انخفاض منسوب المياه فيها الى حد الجفاف كما هو واضح في مقياس منسوب ارتفاع مياه البركة، التي تستوعب حوالى 2000 متر مكعب من المياه، وبالتالي عدم القدرة على الري بشكل طبيعي ما يهدّد المواسم الزراعية الصيفية، سيما ان نحو مئة عائلة من مختلف القرى المحيطة بالسهل تعتاش من هذا القطاع الزراعي، منتقدين مزراعين يأتون من منطقة البقاع لزراعة البطاطا التي تحتاج أساسا الى كمية مياه كبيرة، فيما مزراعو المنطقة يتجنبونها لهذا السبب، وذكروا ان تحرّكهم سلمي حاليا لكنهم سيهدّدون بالتصعيد اذا لم تتم معالجة هذه المسألة، التي تشكّل ايضا خطرا على المياه الجوفية.
وفي جولة لجريدة " الشرق"، في سهل مرجعيون، حيث التقت عددا من المزارعين الذي عبروا عن شكواهم واحتجاجاتهم جراء إقامة أبار ارتوازية على المجرى الذي يغذي نبع بركة الدردارة، خاصة ان معظمهم يعتمد على ري المزروعات الصيفية من بندورة وخيار وملفوف ولوبيا وبطيخ وشمام في هذا السهل من هذه البركة التي تروي، عبر الجمعية التعاونية لادارة مياه نبع الدردارة وبواسطة الجاذبية، حوالى 600 دونم من الاراضي الزراعية في سهل مرجعيون الذي يبلغ طوله 9 كلم ويصل الى حدود مستعمرة المطلة في فلسطين المحتلة.
شكوى المزارعين
ورأى رئيس الجمعية التعاونية لادارة مياه نبع الدردارة جهاد الشيخ، ان هذا التحرك يهدف الى إطلاق صرخة مدوية، تهدد بتوقف قطاع الزراعة في سهل مرجعيون، اولا من جراء قلة الامطار والمتساقطات هذه السنة، ما ادى الى شح في مستوى منسوب مياه نبع الدردارة وأثر سلبا في تغذية النبع، وثانيا جراء إقامة بعض المستثمرين من البقاع، آبار ارتوازية غير شرعية، على المجرى الجوفي الذي يغذي نبع الدردارة، ويستعملها لري أراضٍ بعلية". وأشار الى حصول اعتراض أكثر من مرة الى الجهات المعنية على هذه الابار، لكن لم نحصل على جواب، ويتم التغاضي عن ذلك، ربما بسبب كثرة المياه في السنوات الماضية، لكن هذه السنة كانت صرخة المزارعين قوية جراء حصول شبه جفاف في نبع البركة وتهدد مواسمهم الزراعية".
المزارع حمود (من بلدة الخيام)، طالب بوقف مشاريع الري بواسطة الابار الارتوازية كونها تؤثر على منسوب مياه الدردارة، وقال:" هناك حوالى 4000 دونم من الاراضي الزراعية في سهل مرجعيون يعتمد مزارعوها على الري من بركة الدردارة، لكن قدوم هؤلاء المستثمرين من البقاع واقامة ابار ارتوازية لري حوالى 400 دونم من البطاطا، اثر سلبا على منسوب مياه البركة ، ما ادى الى حصول جفاف فيها، ولم يعد يكف مزراعون من ثلاث قرى ( القليعة، برج الملوك والخيام) لري مزروعاتهم، مشيرا الى انها مشاريع غير قانونية، ومناشدا المعنيين إجراء كشف حسي على الابار ومدى تأثيرها بخفض منسوب مياه الدرادارة".
وناشد المزارع جرجس ضاهر( من بلدة القليعة) الدولة والجهات المعنية، ايجاد حل سريع لمشكلة انخفاض منسوب المياه في بركة الدردارة، او العمل على وقف استعمال تلك الابارن لانها تهددنا كمزارعين نعتمد في معيشتنا على هذا القطاع، وتؤدي بنا الى خسائر لا يمكن ان نتحملها".
من جهته، المزارع أبو مانويل الحمصي (من بلدة برج الملوك)، أشار الى ان ازمة المياه، جعلتنا نقوم بالري عبر التنقيط لتوفير المياه، لكن كل ذلك لم يف بالحاجة، فالمشكلة في انخفاض مستوى مياه الدردارة الى حد الجفاف جراء استعمال الابار الارتوازية في السهل".
البطاطا من المزروعات التي تحتاج الى مياه كثيرة للري
سهل مرجعيون طوله 9 كلم
انخفاض منسوب مياه بركة الدردارة التي تروي المزروعات في سهل مرجعيون
المزارعون في سهل مرجعيون خلال احتجاجهم عند بركة الدردارة
تعليقات: