في الجزء الأول تطرقنا الى كيفية البدء بالتربية بتظافر جهود المربيين في المدرسة والبيت وتوجيه الطالب الى التخصص الذي يناسب تطلعاته من خلال ملفه التعليمي..

وفي الجزء الثاني أكدنا بالكلمة والصوت والصورة انهيار فكرة الإستحالة عند التصميم والإرادة اذا ما نوى الفرد في البدء بالخطوة الأولى .

العنصرين الذين تكلمنا عنهما " البيت والمدرسة " لا يكفيان لوحدهما لإكتمال الغرض المطلوب لتكوين شخصية رجل المستقبل ، ولإتمام هذا الغرض ولتكتمل الصورة يجب علينا اضافة عنصرين مهمين ليسيرواجنبا الى جنب مع العنصرين الأوليين وهما " عنصر الدين وعنصر الوطنية " ، وفي مقالنا هنا سنتكلم عن عنصر الديانة ، ومن ثم نترك عنصر الوطنية للجزء الرابع .

مما لا شك فيه ان عنصر الدين مع الأطفال يعطي مفعولا قد يتجاوز الغير متوقع لأن الطفل في مراحله الأولى يستوعب كل ما يقال له وله القدرة التامة على التخزين اكثر من الأكبر منه بجيل ، والدين هنا لا يقتصر على الدين الأسلامي الأكثر تسامحا والذي جاء تتمة للأديان السابقة " اليهودية والنصرانية " وتوضيحا لها وتعميما وشمولية .

كلما استطعنا تقرب الطفل من الله حسب ما جاء بالكتب السماوية ، فنكون بذلك آخينا بين أفراد المجتمع واوجدنا المحبة بينهم ، وهذا مستقبلا لا يستطيع اي عامل من العوامل التفريق بين هذه الأجيال التي تم تأسيسها على الطريق الصحيح ، فضلا عن توجيهه الى كل ما هو يدعو الى معرفة الحلال والحرام في تعامله مع الآخرين ، وعندما أقول التعليم الديني الصحيح اقصد كل ما هو يقرب الفرد الى الله والى الإبتعاد عن كل ما هو مسيء ويغضب الله .

طبعا ما أوردته عن التعليم الديني فهو عناوين وليس تفاصيل التي هي من مهمة رجال الدين الذين قد نستعين بهم لإلقاء محاضرات دينية ، وكذلك البيت يلعب دورا كبيرا في هذا المضمار ، حيث الطفل يكتسب من البيت تصرفات وممارسات والديه ، اذا كان الأب والأم ممن يؤدون الفروض الدينية المطلوبة منهم فبتالي الطفل يسير على خطى والديه .

وعلى رجال الدين والتربويين مسئولية إلقاء محاضرات ولو شهريا على الأهل عن كيفية التعامل مع الأطفال وبذلك يكون التعاون مشتركا بين الجميع للحصول على النتائج المرجوة .

* الحاج صبحي القاعوري - الكويت

الجزء الأول من موضوع "تربية النشئ واجب أخلاقي" للكاتب صبحي القاعوري

الجزء الثاني من موضوع "تربية النشئ واجب أخلاقي" للكاتب صبحي القاعوري

--------- --------- ----------

صفحات موقع "خيام دوت كوم" مفتوحة للجميع، منبراً حراً لنشر أدبياتهم وآرائهم واعلاناتهم وكتاباتهم وصورهم، ضمن حدود اللياقة والأصول...

والآراء المنشورة تحمل رأي كتّابها ولا تعبّر بالضرورة عن رأي "الموقع" أو توجهاته.

يمكن التواصل معنا، عبر بريدنا الألكتروني: info@khiyam.com