دريد لحام في «نورتو»
وصف الزحمة الرمضانية التلفزيونية بالمذبحة...
«أمضيتُ عمري وأنا أشعركعربي بأنني «خزّان هزائم» قاربتني من اليأس. أما اليوم فقد غيرت المقاومة هذه المعادلة عبر «حرب تموز»، ولم اعد انظر في المرآة بخجل بل بفرح وإباء». انطلاقاً من هذا الموقف، ينضم الفنان السوري دريد لحام الى محطة «المنار». ينير للسنة الثانية شاشتها الرمضانية عبر برنامج «نوّرتو» الذي يُعتبر تجربته الثالثة، بعد برنامجي «على مسؤوليتي» و«عالم دريد».
إطلالة الفنان المخضرم تضفي على المحطة ألقاً. تذكّر بالزمن الجميل الذي ولدت فيه شخصية «غوار الطوشي» الخفيفة الظل التي انطبع فيها لحام. وفيما يطل اليوم كمقدم، فإن التقديم يمنحه فرصة التعبير عن أفكاره الخاصة، بعيداً عن سيناريوهات التمثيل الجاهزة.
تفيض مشاعر لحام عندما يتحدث عن المقاومة خلال لقائه مع «السفير». يتحدث عن نفسه بتواضع المبتدئين، يستعين بدبلوماسية مهذبة اذا تحدث عن آخرين. لغته رقيقة وهادئة، لا يفتأ يخاطب محاوره بلازمته المحببة «يا قلبي». نكتته العفوية حاضرة دائماً، وهي احدى مظاهر يفاعة روحه التي تغالب سنيه الثلاثة والسبعين.
يحاور لحام في كل حلقة ثلاثة ضيوف عرب من عالم الفن والاعلام والشعر. ويستعيد المقدم صورته كممثل في الفقرة الثانية، من خلال عرض مشاهد من مسلسل «يوميات ابو الهنا». كما تعتمد فقرة «كي لا ننسى» على تركيب مشهد يقوم به لحام، او على مقتطف من افلام وثائقية. ويدور النقاش على خلفياتها.
وفيما بدت الحلقات الأولى من البرنامج الذي يعرض كل ثلاثاء وسبت، وكأنها في مرحلة الإقلاع لافتقادها الى الحيوية، دخلت الحلقة الاخيرة حيز التحليق، في جو من «الأكشن» والنقاش الحار. علماً ان طبيعة الضيوف تلعب دوراً اساسياً في نجاح البرنامج او عدمه، ما يزيد من اعباء المقدم. فيبذل جهداً إضافياً لتحريك الحوار وإغنائه، لتعويض تقصير الضيوف.
وعن كيفية اختيار الضيوف يقول لحام: «نختار نجوماً في مهنهم، وليس اختصاصيين. ليس المطلوب خبراء لحل المشكلات، بل ابراز طريقة تفكير الضيوف بكل اطيافهم».
وحول انتماء الضيوف الى خط سياسي واحد يقول «البرنامج لا يعتمد على فكرة الاتجاهين المتعاكسين، الذي يلعب فيه المقدم دور المحرض، بل يطرح قضية وطنية لا اشكالية فيها، كقضية المقاومة».
وعندما نقول له بأن المقاومة ليست محور إجماع، ما قد يؤثر على شعبيته كفنان لتبنيه لها، يعلق بقوله «قد يؤثر على نظرة السياسيين لي، وليس على آراء الناس. الحمد لله، لدي رصيد من الأعمال، التي لا تنفك تعرضها بعض الفضائيات. والسياسيون لا يمثلون الناس دائماً، بل يغشّونهم».
وفيما تم تصوير 13 حلقة من «نوّرتو»، من المقرر ان يعرض البرنامج بعد رمضان اسبوعياً. ما يطرح إشكالية التركيز على التقديم في ظل «تجميد» مهنة التمثيل.
في هذا الصدد يقول لحام: «انا موجود في «نوّرتو» كمقدم وممثل، عبر استعادة «يوميات ابو الهنا». ومن الممكن ان نسترجع عبره ايضاً مشاهد لغوار الطوشي».
ولكن هذا لا ينفي نية تقديم اعمال فنية، مع تحضير عمل فني بمشاركة الفنان اللبناني جورج خباز.
ودريد لحام الذي يقضي شهر الصوم في سوريا، يقاطع كل المسلسلات الرمضانية. ويصف الزحمة الدرامية بالمذبحة. ويقول: «لا اعرف لماذا يعرضون في رمضان ذاك الكم الهائل، وينسون جمهورهم خلال 11 شهراً من كل عام؟ ففي سوريا مثلاً لدينا ثلاث اقنية تعرض 24 مسلسلاً. كيف يمكن متابعتها كلها؟ اتنقل بين المحطات مستعيناً بالريموت كونترول، «وبتخلص السهرة وما بكون شايف شي». وفي السابق كان المسلسل يضم 13 حلقة. اما اليوم «فمطّوا» المواضيع الى .30 لذلك تعاني بعض المسلسلات البطء. وأحياناً اذهب الى الحمام وأعود، فأجد ان الممثل لا يزال يتأمل، وحتى اذا فاتتني حلقة، فأتابع بعدها الاحداث وكأنني لم انقطع عن المشاهدة. المسألة تجارية بعض الشيء».
وعندما نسأله عن الدراما الأكثر نجاحاً عربياً، يجيب: «لا احب استخدام افعل التفضيل لأنها دليل الغرور. الدراما العربية تشكل لوحة ملونة بألوان البلاد المنتجة لها. انه تنافس محبب وتنوع جميل. وفي ملعب كرة القدم لا يمكن لفريق إلغاء الثاني. كما ان الدراما استفادت من التكنولوجيا، كانت في زماننا لا تخرج عن اطار جدران الاستديو، اما اليوم فتغوص الكاميرات في مواقع رحبة».
وعن الدراما اللبنانية يقول بدبلوماسيــة: «الفن يحتاج الى استقرار. ولا يمكن للكاتب ان يكتب في جو من القلق. لذلك ابدع الاخوان الرحباني والفنان وديع الصافي ايام الاستقرار. كما ان الله تعالى جعل لبنان يتميز بالموسيقى والأغاني وبرامج المنوعات، كما تتميز سوريا بالدراما».
وعما اذا كان هناك خطوط حمراء امام النصوص الدرامية السورية يقول: «ليست هناك حرية مطلقة، وحتى في الخارج. والخطوط الحمراء في سوريا موجودة في ضمير الكاتب».
تعليقات: