تجمّع شبيبة عين قنيا.. تجمّع العطاء والمحبة والألفة والتلاقي
انها الثامنة والنصف من مساء يوم الجمعة في الحادي عشر من أيار عام الفين واثنتي عشر، في تلك اللحظة أبصر التور تجمع شبابي-إجتماعي-ثقافي، أسماه مؤسسوه "سَوا " تيمناً بتجربتهم الّتي كانت الدافع الأساس للإقدام على هذه الخطوة، حيث ابتدأت الحكاية في دورة متخصصة حول البرمجة والمعلوماتية أقيمت في حاصبيا وشارك فيها عشرة من الشباب والشابات الجامعيين من أبناء بلدة عين قنيا، وللصدف دور كبير في صناعة أحداث الحياة فهؤلاء العشرة شاركوا في الدورة دون أي تنسيق مسبق فيما بينم، ومع مرور الأيام وإنتهاء الدورة التدريبية التي استمرت حوالي الشهرين، إجتمع الشباب والشابات كعادتهم بعد العودة من كل يوم التدريب، إجتمعوا وتداولوا فكرة إنشاء اطار شبابي إجتماعي تثقيفي مستقل عن أمور السياسة والعائلية الّتي لطالما باعدت بين أبناء المجتمع الواحد، إجتمعوا واتفقوا على السير قدماً بالتأسيس، فكان "سَوا " هو الاسم والخيار ... وبعد يومين وعدة إجتماعات متلاحقة تقرّر تغيير الاسم حتى استقر على "تجمّع شبيبة عين قنيا ".
انطلق المؤسسون بعزم وثبات رغم كل المعوقات الّتي كانت لهم في المرصاد، فإيجاد اطار شبابي- إجتماعي مستقل عن الارتباطات العائلية والحزبية ليس بالأمر السهل، انطلقوا وقالوا كلمتهم "نحن شبيبة الحوار والثقافة والإنماء، افعالنا ترد على كل مَن يسأل أو يتساءل عنّا من نحن ويريد أن يشوّه صورتنا ..."
ومن منطلق أن البناء السليم يرتكز على الأساس المتين، نظم المؤسسون بيتهم الداخلي، فإنتخبوا هيئة إدارية مؤلفة من خمسة أشخاص من بين أعضاء الهيئة التأسيسية، وأقروا نظاماً داخلياً، واستعانوا بمدرب مختص قام بتدريبهم على أسس وقواعد القيادة الشبابية. بعدها شرعوا في البحث عن مناسبة يمكنهم من خلالها الإطلال على المجتمع المحلي في بلدة عين قنيا ومنطقة حاصبيا، فإختاروا عيد الأب ليقيموا بمناسبته إحتفالاً يطلقون خلاله أهدافهم وأفكارهم ويكرّمون الأباء منطلقين من قوله تعالى ( وبالوالدين إحسانا ) –صدق الله العظيم- . حصل الإحتفال وحصد نتيجة مميزة ونجاح غير متوقع للتجربة الأولى، فغصت القاعة العامة في البلدة بحضور الأهالي يتقدمهم المشايخ، إحتفال كان بمثابة إحتضان ومباركة شعبية للمولود الإجتماعي الجديد. هذا ما دفع أعضاء الهيئة التأسيسية إلى فتح باب الإنتساب للتجمّع، حيث أقبل عدد لا يستهان به من الشباب المثقف والمندفع للإنخراط في التجمّع معلنين إلتزامهم بالأهداف والأسس وساعين لتحقيقها وتثبيتها.
بعد الإحتفال الأول وفتح باب الإنتساب، تتالت خطوات مسيرة الألف ميل. فأقيمت دورة للإسعافات الأولية بالتعاون مع الصليب الأحمر اللبناني وجمعية سلام، تلاها مهرجان عين قنيا السنوي الأول على مدى ثلاثة أيام في أواخر آب 2012، فإحتفال وعرض سينمائي بمناسبة عيد الأضحى المبارك، ليختتم عام 2012 بتكريم من بلدية عين قنيا للتجمع تقديراً لجهوده وإنجازاته الكبيرة في فترة زمنية قصيرة.
استهل تجمع شبيبة عين قنيا عام 2013، بتوزيع رزنامات عليها شعار وأهداف وأسس التجمع، ثم انطلق للميدان البيئي فالتربوي والتثقيفي غير متناسي الميادين الصحية والترفيهية والإجتماعية. فتوالت الانشطة من حملة بيئية في مطلع شهر آذار، ثم تكريم لإدارة ومعلمي مدرسة عين قنيا الرسمية بمناسبة عيد المعلم، فدورات تدريبية للمنتسبين شملت مواضيع عديدة كالقيادة الشبابية والحوار والمواطنية والخدمات العامة والإعلام الإجتماعي. دورات تزامنت مع إستمرار مسيرة الأنشطة فأقيم نشاط شبابي رافض للفتنة والإنقسام في ذكرى الحرب الأهلية في الثالث عشر من نيسان وذلك بالتعاون مع شبكة مجموعات شبابية لبنانية، ليليه حملة تبرع بالدم لجرحى الجيش اللبناني أثناء معاركه في عبرا ضد المجموعات الارهابية، حيث أقيمت هذه الحملة في قاعة عين قنيا وتم خلالها التبرع بعدد كبير من وحدات الدم الّتي نقلها أعضاء التجمع مباشرة الى المستشفى العسكري في بيروت وحصلوا بعدها على كتاب شكر وتنويه من العماد قائد الجيش. وصولاً للمهرجان السنوي، حيث نظم التجمع "المهرجان الثقافي الفني السنوي الثاني" لمدة ثلاثة أيام في شهر آب 2013 فحقق هذا المهرجان حضوراً كبيراً من أبناء البلدة والمنطقة ونجاحاً باهراً بإعتراف الجميع. تلاه رحلة ترفيهية للمنتسبين، فحملة فحوصات طبية شاملة، ثم دورات تدريبية وتثقيفية للشابات اللبنانيات والنازحات السوريات على مدى ثلاثة أشهر وضمن مواضيع متعددة، وفي الذكرى السبعين لإستقلال لبنان أقام التجمع لقاء حواري. ليختتم عام 2013 ببدء السعي ودراسة السبل الآيلة لحل المشاكل البيئية في البلدة.
وفي عام 2014 اطل تجمع شبيبة عين قنيا بعزم وقوة، فإفتتح مركزه في أوائل شباط، ثم أقام حفل تخريج للشابات المشاركات في الدورات التدريبية، وأحيا عيد المعلم والأم، فبالمناسبة الاولى زار مدرسة عين قنيا إتباعاً للتقليد السنوي، وفي المناسبة الثانية تم توزيع بطاقات معايدة على جميع أمهات البلدة. ليصل الى مشارف الذكرى السنوية الثانية فائزاً بمنصب " نائب رئيس إتحاد الجمعيات الشبابية في جنوب لبنان ".
هذه هي سيرة ومسيرة تجمع شبيبة عين قنيا، تجمع العطاء والمحبة والألفة والتلاقي ... فشكراً لكل من ساهم وساند في انجاح الخطوات المتتالية للتجمع طيلة السنتين المنصرمتين، شكراً للزملاء المنتسبين، شكراً لأهالي البلدة والمنطقة، شكراً للمجلس البلدي، وجميع الجمعيات المتعاونة معنا من أجل خدمة مجتمعنا ووطننا.
وكل عام ولبنان وتجمع شبيبة عين قنيا والجميع بألف خير ...
* أريج جبر – أمينة الإعلام في تجمع شبيبة عين قنيا
تجمع شبيبة عين قنيا يحيي الأضحى بإقامة أنشطة ثقافية
تـجمع شبيبة عين قنيا يحيي عيدي المعلم والام
تـجمع شبيبة عين قنيا يقيم حملة طبية في البلدة والجوار
تجمع شبيبة عين قنيا يطلق حملة بيئية
تجمع شبيبة عين قنيا تطلق سلسلة دورات تعليمية
تعليقات: