وجاء المطر في ايار بعد ان غاب شهوراً متتالية، هلّل له المزارعون بعد أن جاءتهم على غفلة، لتعيد الحياة إلى المزروعات ومجاري الأنهر التي أصابها الجفاف قبل أوانه.
هذا المطر الذي اشتاقت له الارض وما عليها وعادت الحياة من جديد وكانت فرحة الاشجار كبيرة وابتسمت من بعد حزن، بعد معاناة مع الجفاف كان قاسيا وظالما بعد ان غارت مياه الينابيع والانهر في الاعماق. اذ كانت هذه الينابيع ومعها الانهر في اوج عطائها في مثل هذا الوقت من السنة لا بل في كل السنين التي خلت عندما كانت الثلوج تغطي قمم الجبال العالية حتى منتصف اشهر الصيف وربما اطول من هذا. هذه الثلوج التي كانت تغذي الينابيع والانهر بالمياه طيلة ايام السنة.
لكن هذه السنة كان الفطام مبكرا وكان الشيب الابيض اي الذي كان يعطي للقمم العالية هيبة ووقار تحولت وكانها في عمر المراهقة الى قمم سوداء لا حياة فيها.
علينا ان نسلم ان هذا المناخ الذي عاشته منطقة الشرق الاوسط، خاصة لبنان وفلسطين والاردن وسوريا، انها الطبيعة التي لها الكلمة الفصل في كل ما يحصل على الكرة الارضية من متغيرات مناخية وما شابه ذلك.
تعليقات: