خالد تاجا‎

مسيرة خالد تاجا حلم من الجنون كومضة شهاب زرعت النور بقلب من رآها
مسيرة خالد تاجا حلم من الجنون كومضة شهاب زرعت النور بقلب من رآها


خالد تاجا ظاهرة انفردت بها الدراما العربية على العموم و السورية على الخصوص. ذاك الممثل الذي أسره الظل و هو في الثامنة من عمره فكان خيال الظل اولى مشاهداته الدرامية. بدأ مسيرته في خمسينيات القرن الماضي ليصبح من أبرز الممثلين العرب في السينما و على الشاشة الصغيرة.

تشابكت التجرية في أعمال تاجا فأبدع في تقديم الشيء الجاد و الحقيقي للدراما. لقد برع في تجسيد النص المكتوب على ورق. فثقافته كانت يجب أن تجد لها مكانا آمنا في التمثيل.

خالد تاجا تلك الظاهرة التي انفردت بها الدراما السورية عاش أزمة اغتراب حقيقي. ذلك الاغتراب الذي أملى عليه مرحلة وسطى بين الانسحاب من التمثيل او العودة اليه. دوره هذا الذي لم ينحصر بلعب شخصية واحدة بل تعددت الشخصيات و الأدوار. لم يكن بعيدا عن السياسة و لم يجهل تاريخ وطنه. لقد كان يعبد قراءة التأريخ. مواقفه تتسم بالمسؤولية و الواقعية و مشاعره جياشة و قد حولته تلك المشاعر الغير متناقضة الى مخزن يغرف منه ابداع أدواره. , كأني به ينطق تمثيلا مجسدا الادوار المتعددة فنتساءل و نتساءل أين نحن مما يجري حولنا؟

لقد كان الأب الحنون لكل اولئك المبتدئين من الممثلين حين أسهم في دعم أدوارهم في المشاركة بالأعمال الفنية و توسيع دورهم في المشاركة في كل ما يتعلق بحياتهم و تطلعاتهم و طموحاتهم.

خالد تاجا لم يجد الابحار لأنه لم يكن بحارا. لكنه أجاد مواجهة الحياة بإصرار و تحد. و ها هي الدراما اليوم حزينة و قد فقدت أحد ركائزها و أعمدتها.

أن المشهد لمؤرق و ان الطريق لموحشة بدون عمالقة أمثال خالد تاجا. خالد تاجا أن التراث الفني الذي تركته فينا سوف يبقى حيا يحيينا و ان ابداعك تاج خالد فينا ما حيينا.

* هيفاء نصار - أوتاوا

ملاحظة: احببت ذكر خالد تاجا في ذكرى رحيله السنوية في عمل كنت عملت عليه في العام 2012

--------- --------- ----------


صفحات موقع "خيام دوت كوم" مفتوحة للجميع، منبراً حراً لنشر أدبياتهم وآرائهم واعلاناتهم وكتاباتهم وصورهم، ضمن حدود اللياقة والأصول...

والآراء المنشورة تحمل رأي كتّابها ولا تعبّر بالضرورة عن رأي "الموقع" أو توجهاته.

يمكن التواصل معنا، عبر بريدنا الألكتروني: info@khiyam.com

تعليقات: