لقد اختصرنا في الجزء الأول احوال المرأة في المجتمع الإنساني من أدواره المختلفة قبل الإسلام، ويستنتج من ذلك ما يلي:
اولاً: كانوا يرون المرأة انساناً في أفق الحيوان ، غير مكتمل الإنسانية، ولا يؤمن شرها وفسادها لو أطلقت من قيود التبعية .
ثانياً: كانوا يرونها بأنها خارجة من هيكل المجتمع المركب لا علاقة لها فيه ، وإنما هي من شرائطه التي لا غنى عنها ، كالسكن الذي لا غنى عنه.
ثالثا: كانوا يرون حرمانها من كافة الحقوق التي يمكن الأنتفاع منها إلا بالمقدار الذي يرجع الإنتفاع به الى الرجال القيمين على شؤونها.
وبالتالي فإن معاملتهم للمرأة كان على أساس معاملة القوي للضعيف، وحتى في الأمم التي كانت تعتبر متمدنة كانت تعتقد بأن المرأة إنسان ضعيف الخلقة، ولا تستطيع الإستقلالية بأمرها، وحتى حمورابي في شريعته أقر بتبعية المرأة لزوجها، واسقط استقلاليتها في الإرادة والعمل.
تمهيد الى المرأة في الإسلام
الحقيقة المرة مما تعرفنا عليه من حال المرأة انها عانت معاناة كثيرة، لا طاقة لمخلوق عليه ( حتى الجمال في صبرها ) وهي الأم والأخت والزوجة والأبنة لم ترحمها المجتمعات ، وكانت ضحية كل نظام سوأً كان عشائريا، او شبه مدنيا، ( وحتى حمورابي ابو القوانين) ولحق المرأة من الظلم والإستبداد والقهر ما لم تشهد البشرية له مثيلا مطلقا.
ان الأديان السماوية الثلاثة تتفق بأن على أن الله سبحانه وتعالى خلق الرجل والمرأة وهو خالق الكون بأكمله، ولكن الأشخاص هم اللذين حرفوا الأديان السماوية
مثلا ً:
في العقيدة اليهودية " المحرفة " ان الله حرم على آدم وحواء الأكل من الشجرة المحرمة ، ولكن الحية وسوست لحواء ان تأكل من الشجرة ، وحواء وسوست لآدم ان يأكل معها ، عندها لام الله آدم على فعله والحق كل الذنب على حواء ( التكوين 3- 12 ) .
ولم يقف اليهود عند هذا الحد من الإفتراء ، بل ذهبوا الى ابعد من ذلك وضمنوا التوراة المحرفة ما ورد :
( فوجدت ان المرأة التي هي أشراك وشباك ويداها قيود، هي أمر من الموت ومن يرض الله يهرب منها، أما الخاطئ فيقع في أشراكها ) .
سفر الجامعة / الأصحاح السابع - الفقرة 26 وقد جاء عن الزواج في اليهودية أنها صفقة شراء، تعد المرأة به مملوكة تشترى من أبيها ، فيكون زوجها سيدها المطلق.
غوستاف لوبون : اليهود في الحضارات الأولى ، صفحة 52 .
والمرأة المتزوجة عند اليهود كالقاصر والصبي والمجنون ولا يجوز لها البيع ولا الشراء ، ومال المرأة وما حصلت عليه وكسبته بسعي او عمل ، وما حصلت عليه بهدية أو هبة ونحو ذلك ملك صرف لزوجها يتصرف فيه كيف شاء بدون معارض ولا منازع ، وان المرأة لا ترث زوجها .
نرى بأن المرأة اليهودية مسلوبة الإرادة والحقوق وقد تكون معاملة الحيوان أفضل عند اليهود من معاملة المرأة .
وللحديث والأقوال تتمة في الجزء الثالث عن شريعة اليهود بحق المرأة .
* الحاج صبحي القاعوري - الكويت
الجزء الأول من موضوع "المرأة قبل الإسلام وبعده" للكاتب صبحي القاعوري
تعليقات: