المربّي أبو علي حسين علي وهبي مع والدته وشقيقه الحاج أسعد
بعد استراحة القلب وقيلولة الصدمة، تأتي الكلمات ثكلى، والمواجع طاعنة في الحب والحنين والحسرة.
الموت حق، نعم. لكن وداع الأحبّة ألم لا يضاهيه ألم...
الموت حق، نعم. لكنّ الرحيل باكراً يمزق القلب ويترك الأشياء بلا معانيها...
بماذا أناديك؟ وأنت كنتَ نعمَ الصديق والأب قبل أن تكون أخاً بكراً لي ولإخوتي...
أخي... كم هي غالية وعزيزة هذه المفردة على القلب!
صديقي... فأنت الصديق الأوفى...
أبي... كنتَ بمثابة الأب الثاني لنا بعد غياب الوالد أبو حسين..
تأبى المخيلة الخداع ولو للحظة واحدة، فترسم دائماً ملامحّك الجميلة في الأفق، وصدى صوتك الحنون الذي لا يغادر لحن مسمعي.. لا أنسى كلماتك الرقيقة المفعمة بالوطنية والانتماء والحب حين قلت لي أثناء وداعي للدراسة في الخارج: "بناتنا حلوين، ولبنان حلو يا رضا"...
يا لهذا الوعي الإلهيّ المبكر في زمن الهرب إلى أحضان الخارج الواعد!
كيف لي أن أعدّد بطولاتك وجرأتك وإقدامك في زمن الاحتلال والقتل والعمالة؟
هل لنا أن ننسى ممانعة العملاء دخول منزلنا أثناء احتلال الخيام خوفاً منك ومن جرأتك وتحدّيك؟!
كنتَ من الأوائل الذين عملوا على تأسيس المكتبة العامة في الخيام للمطالعة أواخر ستينيات القرن الفائت، وأيضاً من مؤسسي نادي الخيام الثقافيّ الاجتماعيّ، وفي ذلك دليل على محبّتك للعلم والثقافة لرفع مستوى ابن الخيام وفي ذلك ريادة علمية ورؤية مستقبلية لأهمية سلاح الكلمة في صراعنا الوجوديّ.
وكنتَ أيضاً من مؤسسي البيت الخياميّ في بيروت تحت مسمّى "هيئة التنمية الاجتماعيّة في الخيام"، وكانت حجتك دائماً العمل لمصلحة أهل الخيام والتخفيف من معاناتهم...
كنتَ أيضاً مربّياً ناجحاً مخلصاً ومعطاءً.. واجتماعياً من الدرجة الأولى يحسدك عليه الكثيرون..
كنتَ من مؤسّسي فريق الخيام للكرة الطائرة في صباك ومراهقتك، بل كنتَ قائداً للفريق تحققون الانتصارات تلو الأخرى تحت أعين الخياميين وتشجيعهم ومحبّتهم..
ولدتَ وطنيّاً شجاعاً مقداماً تعرفُ معنى العزة والفداء؛ كيف لا وقد سبقك والدنا "أبو حسين" إلى العمل الجهاديّ حين كنتَ أنت جنيناً تتشكل في رحم الوالدة. كان الوالد "علي حسين وهبي" مقاتلاً مقاوماً شرساً مع المناضلين "حسين قاسم وهبي" و"محمد زغيب" في معركة المالكيّة الشهيرة دفاعاً عن الوطن وترابه..
هذا غيض من فيض أعمالك وعطاءاتك. لا تسع الصفحات لذكرها وتعدادها...
أخي حسين،
من ذا الذي يستقبل الشمس عند طلوعها، ويودّعها عند المغيب سوى الجبل؟
من ذا الذي يحضن الغمام والسحاب كيلا يسافر إلى البعيد ليحيله إلى شتاء وثلج ناصع غذاءً للأرض والسماء سوى الجبل؟
من ذا الذي يُعطي للسهل امتداده ونعومته وجماله سوى الجبل؟
كنتَ أنت هذا الجبل...
أخي حسين،
أقول وداعاً يا حبيبي وأخي وصديقي، أيها الجبل المطل على انحناءاتنا...
أقرأ في عيونك شكراً كبيراً لصديقك مؤسس موقع الخيام الأستاذ أسعد رشيدي على كل ما كتبه وقدّمه عربوناً ووفاءً لك، ونقرأ الشكر أيضاً لكلّ من واسى حضوراً أو اتصالاً وكتابة مبدياً محبته وحزنه لفقدان أخ عزيز، متمنين معك للجميع هدوء البال والسلامة ودوام الصحّة والحياة الهانئة الكريمة... ولا أفقدكم الله عزيزاً..
د. رضا وهبي
(مع الشكر الجزيل لموقع الخيام)
موضوع صبحي القاعوري "المربّي حسين وهبي"
كلمة د. يوسف غزاوي "حسين وهبي.. إبن الخالة متعدّد الصفات"
كلمة أحمد حسّان "رحم الله فارسنا اللطيف أبو علي حسين وهبي"
كلمة سوزان وهبي "يا تراب الخيام، رفقاً بعاشقك حسين وهبي!"
كلمة محسن خريس "حسين وهبي افتقدناك يا روح الجد والدعابة"
كلمة المهندس علي وهبي "كلمة شكر"
كلمة سوزان وهبي "رجل احلامي.. له كل التضحيات!"
سجل التعازي بالمرحوم المربّي حسين علي وهبي (أبو علي)
* * * * *
--------- --------- ----------
صفحات موقع "خيام دوت كوم" مفتوحة لكل جهات والأفراد، منبراً حراً لنشر أدبياتهم وآرائهم واعلاناتهم وكتاباتهم وصورهم، ضمن حدود اللياقة والأصول...
والآراء المنشورة تحمل رأي كتّابها ولا تعبّر بالضرورة عن رأي "الموقع" أو توجهاته.
يمكن التواصل معنا، عبر بريدنا الألكتروني: info@khiyam.com
تعليقات: