الممثل و المخرج المبدع حسام الصبّاح‎

حسام الصبّاح، ممثل و مخرج مسرحي. بدأ مشواره الفني بخطوات واثقة. جمع أفكاره و استلهم ادائه الفني من " حالة الترحال التي عاشها عندما كان صغيراً، انسحبت على انواع الفنون الكثيرة التي دخلها"(جابر، ك. الاخبار) اعتمد على قدرته على اداء ادواره بنجاح اثناء مرحلتي الاعداد و العرض " تارة تراه الممثل المطل في دور بسيط ليسجل حضوراً لافتاً، و طوراً تشاهده لاعباً رئيسياً يدرك كيف يُدخل الدور الى فكر المشاهد ليسجل حضوراً "(جابر، ك. الاخبار) و قد شهدناه ينسحب الى ما وراء الكاميرا ليخرج عرضاً مسرحياً هنا و عرضاً هناك. فرد لا بد يظهر كأفراد كثيرين لكنه بعقل ذكي سريع الاستجابة اعتاد من خلاله على ان يفوق الاخرين مرتبة حين كان الاقدر على اصطفاء المفيد و طرح غير المفيد. بدأ مشواره فرداً في احدى فرق كشافة التربية الوطنية حيث" بدأ يكتشف ميله الى التمثيل و الفن، كان ذلك عام 1961م. تعززت هذه الموهبة بعد انتسابه الى دار المعلمين، حيث كانت تقام اعمال فنية في نهاية كل عام دراسي" (جابر، ك. الاخبار) " التحق معلما في احدى مدارس بيروت و " طالباً في معهد الفنون الجميلة" حيث تعرف الى روجيه عساف و يعقوب الشدراوي. مع رئيف كرم و مشهور مصطفى و مهدي زعيتر ووسام خالد، الّف فرقة" السندباد" التي قدمت "دشّر قمرنا يا حوت" (1977) (جابر، ك. الاخبار) لقد حقق الصبّاح نجاحاً في حياة مليئة بالحركة و التحدي و الدراما و المسرح.

و في اطار الخبرة المكثفة حقق حسام الصباح التجسيد الكامل لكل الادوار التي لعبها و هو القائل" انني لا ازال في مرحلة التجريب. لا اعرف الى اين قد يصل بي الامر، انا منأكد ان الممثل الذي يقبع داخلي هو اقوى شيء، في شخصيتي، و خصوصاً كممثل مسرحي، اذ اجد نفسي قادراً على التكيف مع مختلف الحالات التي يمكن ان يعبّر بها الممثل. اما عملي في الاخراج، فقد ساعدني على ادارة الممثل اكثر من السينوغرافيا و الديكور و الاضاءة، و انا اعبتر ان الممثل الحقيقي، و لو كان عارياً من جميع ادواته الخارجية، تبقى لديه القدرة على ايصال احساسه و موقفه الى الجمهور." (جابر، ك. الاخبار)

و قد استطاع الرجل ان يوصل صوت النبطية فنياً بشكل عال مليء بالنضج و الاحترافية حين اسهم بإخراج الاعمال التي خلّدت اسياد كربلاء، و استطاع من خلالها الحفاظ على التراث العاشورائي النبطاني. لقد سمح تكوين حسام الصبّاح الفني الجيد بالتعرف على جزئيات الفن العريق مما ساعده على تلاقح افكاره و التشبع بقيم الثقافة الفنية. هذه الثقافة التي انهكتها الحروب على مر السنوات. وكما يقول كامل جابر في مقالته في الاخبار " حينما اتى صديقنا الى التمثيل، كان مدفوعاً بأحلام الاضواء و الشهرة، لكنها صارت اليوم "مضحكة" بعدما اضحى الممثل في هذا البلد " يبحث عن مصادر اخرى يمكنها ان تؤمن عيشاً كريماً له و لعائلته، وسط موجة الفن الهابط الذي يديره الاعلان الشرس الذي يتوجّه نحو الغناء و الرقص على حساب موهبة التمثيل".

مصدر العمل:

كامل جابر، حسام الصبّاح: خليل الكافر...بهذا الزمن, الاخبار

---------------- --------------- ----------------

تحية الى الممثل و المخرج المبدع حسام الصبّاح‎

"يمامة ترفرف على سياج مدينتنا .. فائزة بكل سباق يفرض"

تلك الكلمات كتبها الفنان والمخرج المسرحي المبدع حسام الصبّاح في دفتر مذكراتي المتواضع.

انها اوائل ثمانينيات القرن الماضي، حينها لم اكن اعرف بطاقات معايدة مزخرفة، لكن بطاقة و احرف الفنان كانت مميزة و كانت حيّة و مباشرة، تبلغتها وجهاً لوجه، فقد كانت بطاقة صادقة صادرة من القلب و طبعت بأحرف من الابداع المميز الذي كرّسه الفنان الذي أبى الا ان يوجه عقولنا بفنّه الراقي و ابى الا ان ينمي ادراكنا بحقائق الابداع الفني التي لا ينسجها الا الواقع الحسي و خيال مخرج و فنان مبدع. عالم آخر ارغمنا على الامتثال له بإبداع.

من على صفحات هذا الموقع المميز: "المخرج و الممثل المبدع حسام الصبّاح الف تحية و سلام"

هيفاء نصّار: تحية الى الممثل و المخرج المبدع حسام الصبّاح‎