كيف تغير الافلام والمسلسلات الطويلة الامم والمجتمعات‎


يوماً بعد يوم يتأكد الارتباط الوثيق للمسلسلات التلفزيونية المطولة بثقافات الشعوب التي تقبل عليها. ويوماً بعد يوم تدرج هذه المسلسلات وتوضع للدراسة من خلال تحليلها على مزاياها الفنية وقيمتها الاجتماعية والتاريخية.

ولا بأس اذا تحولت هذه المسلسلات الى نوع فني وثقافي يعمل على التغيير في المجتمع الى الاحسن. ولكن الطامة الكبرى تكمن في تلك المسلسلات التي تأخذ حيزاً كبيراً من المتابعة والاهتمام طيلة ايام السنة وجل ما تقدمه هو منظور ثقافي يعمل على التسطيح والتهميش وتغييب العقل وانتفاء التفكير.

ان القيم التقليدية التي تقوم الاسرة على ايجادها لدى الطفل والمراهق آخذة في الانصهار والذوبان مقابل القيم المستمدة من الافلام والمسلسلات الطويلة. وقد وجد انطون رحمة في دراسة حول وسائل الاعلام واثرها على القيمة التربوية في المجتمع المعاصر، ان معظم قيم الشباب اقرب الى القيم المعروضة في التلفزيون. ففي مقارنة بين القيم التي يحملها الاطفال والشباب والتي تظهر في سلوكهم اليومي واتجاهاتهم، وبين القيمة التي تنطوي عليها الرسائل التلفزيونية وكذلك القيمة التي تنطوي عليها الكتب المدرسية او التي تسعى اليها التوجهات الاسرية، فإننا نجد ان معظم قيم الشباب والاطفال اقرب الى القيمة التي تتضمنها الرسائل التلفزيونية ومن امثلة ذلك اتجاههم نحو الحب والجنس والعنف ومخالفة الاعراف التقليدية.

ان التعرف الى المسلسلات يجب ان يكون تعرف على مدى خطورتها ومدى قوتها التي لا تقاوم وتحولها الى سلاح فتاك وجب منعه على العديد من المجتمعات فالضحايا ليسوا مجرد ارقام، بل هم اناس نراهم ونستمع اليهم ونعرف معاناتهم من اكتشاف هذه الصور التلفزيونية التي تعمل على التغيير في ماضي ومستقبل هذه الامم والمجتمعات.

تعليقات: