فليسمح لي اخواني اللبنانيين وبعد استئذانهم بأني عندما أخاطب البطريرك مار بشاره الراعي أخاطبه كمواطن لبناني وليس كرأس الهرم لطائفة معينة، لأنني احترم وأجل الصرح البطريكي ولأن مقام البطركية لا يمكن ان يوافق او يرضى بما وُجهت من إهانات الى شهدائنا والى معتقلينا كما سيرد، وأقول الى سيدنا:
من يزرع الشوك لا يتوقع أن يأكل عنبا،
ومن يهين كرامات الناس ويستهين في مشاعرهم لا يتوقع أن يصفقوا له،
ومن يعتبر الشهداء، محرري الأرض المحتلة من العدو والمدافعين عن كرامة وشرف هذه الأمة، أنهم خونة لوطنهم.
ومن يعتبر المعاقين من التعذيب والتنكيل على يد عملاء اسرائيل، بما يسمى جيش لحد،
لا ينتظر الشفاعة له من كل هؤلاء بمجرد اعتمائه عمامة دينية...
إن ما ردده الراعي في عدة بلدات في فلسطين المحتلة .. بأن "هؤلاء ليسوا عملاء.. وهل حاربوا الدولة اللبنانية؟ هل حاربوا مؤسسات الدولة؟" مع العلم بأن المعلن عن سبب الزيارة الى فلسطين المحتلة بحت كهنوتية ، ولا نعلم لماذا حولها الراعي الى زيارة سياسية متجاوزا كل الحدود لو لم يكن مخططا لها من قبل جهات تود دق إسفين بين الطوائف اللبنانية وبين بعضها.
مهما فعلوا فإنهم لن ينجحوا في شق الصف اللبناني، حاول قبل ذلك كثيرون ولم يفلحوا،
جرى تحويل الزيارة الكهنوتية ال زيارة سياسية بالرغم من النصائح من اقرب الأصدقاء بأن لا يقوم بها ولكنه أصرّ على إتمامها بالرغم من العلم بأن الأب شنوده حرم على الأقباط زيارة القدس وحرم على نفسه مقابلة حاخامات اليهود ، لماذا هذا الإصرار لو لم يكن هناك هدف سياسي من ورائها.
وقد ظهر هذا الهدف الى العلن لتبرأة الخونة من العملاء المتعاملين مع العدو الإسرائيلي والعاملين في صفوفهم ووصفهم بالأحرار لأنهم لم يحاربوا الدولة اللبنانية ولا مؤسساتها بل حاربوا المقاومة التي ضمت وتضم من كل الطوائف اللبنانية، هذا هو هدف الزيارة، هدفها اعلان الخونة أحرار والأحرار خونة.. عجبي!
اقول للجميع أن لحد وجيشه ليسوا عملاء فقط بل انهم خونة، ومن يقف بجانب العدو ويحارب شعب بلده ويتفنن في تعذيبه يكون خائنا مثلهم.
أني أتسأل لو كان الراعي في فرنسا خلال الإحتلال الإلماني وقال "ان من تعامل مع الإلمان ليس عميلا وليس خائنا" هل كانت الحكومة الفرنسية آنذاك أمهلته دقيقة واحدة قبل اتخاذ اجراءات بحقه، وهي التي أعدمت من الفرنسيين في اليوم الأول من التحرير اكثر من عشرة آلاف فرنسي ممن تعاملوا مع الإلمان؟..
أقول لسيدنا الراعي ان دماء شهدائنا، وهم من جميع الطوائف اللبنانية دون وقف على طائفة معينة، اشرف وأنبل من العالم كله ولا يقارنوا بالخونة الذين يود تغطيتهم، ويصفهم بالأحرار .
واما وصفهم بأنهم يحبون لبنان اكثر بكثير من من يتواجدون في لبنان ، قد يكون هذا صحيحا ولكن على من هم على شاكلتهم .
ان من يحب لبنان لا يحمل السلاح ويقاتل جنبا الى جنب مع العدو المحتل لأرض الوطن ، ولا يعطى صك براءة ولا أوسمة وفي قوانين كل دول العالم يحكم عليه بالإعدام ، وإسرائيل عدوة للبنان حسب قوانينه وما زالت اسرائيل تحتل بعضا من أراضيه ، هل يشرع الراعي هذا الإحتلال؟
وهل يعتبر اسرائيل دولة صديقة ؟
الراعي اختزل الدولة اللبنانية بنفسه ولا نعرف ما يمثل في هذا الوطن ؟
حتى المسيحيين الشرفاء وما أكثرهم لا يوافقون على ما قام به ، خاصة وأن الإسرائيلي اعتبر من وصفهم الراعي باالأحرار خونة وخاطبهم وأمام وسائل الأعلام ووصفهم في هذه الصفة ، حبذا لو رجع الراعي الى تصريحات الإسرائيلي احتراما للمقام الذي يشغله .
النائب ميشال عون رجل عسكري ويعرف تماماً ما هي تهمة التعامل مع العدو إلا انه تقدم من مجلس النواب بمشروع قانون يتيح لهؤلاء العملاء محاكمة عادلة لدواعي إنسانية لا علاقة لعائلة العميل بما قام به وقد استجاب مجلس النواب الى ما تقدم به الجنرال عون ، إلا ان العملاء لم يقبلوا إلا بدخول لبنان فاتحين وليس عملاء وهذا ما يسوق له الراعي ، متجاهلا ما قام به هؤلاء من مجازر، لن ننسى مجزرة الخيام مهما طال بنا الزمن ، كما لا ننسى مجزرة كربلاء كما لم ينساها كثير من إخواننا المسيحيين واذكر منهم على سبيل المثال جورج جرداق ،جرجي زيدان ، بولس سلامه وغيرهم كثر .
ليعد الجميع الى رشده والى مجتمعه وليدع سيدنا عنه من يودون توريطه وليعلم الجميع بأن التاريخ لا يرحم .
الحاج صبحي القاعوري
الكويت
تعليقات: