وحتى تكتمل الصورة التي بدأناها في الجزء الثاني عن المرأة في شريعة اليهود ، لا بد من أن ننوه عما قاله حاخام يهودي من أن هناك تسع لعنات على المرأة بسبب السقوط من الفردوس :
" على المرأة تسع لعنات ثم الموت : الطمث ودم العذرية وتعب الحمل والولادة وتربية الأطفال
وتغطية رأسها كأنها في حداد ، وتخرم أذنها مثل الجارية ، ولا يؤخذ بشهادتها ، وبعد كل
هذا الموت " .
وحتى الآن ، اليهود الأرتذوكس يقولون في صلاتهم : " نحمد الله اننا لم نخلق نساء ". وهناك دعاء آخر في كتاب الصلاة عند اليهود " الحمد لله انه لم يخلقني وثنيا، الحمد لله انه لم يخلقني امرأة ، والحمد لله أنه لم يخلقني جاهلا".
وفي التوراة المحرفة ذكر عن المرأة بأنه لا يحق لها ان تدرس التوراة ، وفي هذا الخصوص صرح حاخام يهودي " أنه من الأفضل ان يحترق كتاب التوراة على ان تقرأه إمرأة ". كما وإنه في التوراة المحرفة لم يعطى الحق للرجل في تعليم ابنته التوراة .
ومن المهين للمرأة في الشريعة اليهودية ما ورد في الكتاب المقدس بأنها مدنسة وتدنس كل ما حولها أي شيء او أي احد تلمسه فيبقى مدنسا يوما بأكمله، وبسبب هذا كانت المرأة تنفى لتجنب أي تعامل معها، وكانت ترسل الى بيت يسمى بيت الدناسة .
وفي التلمود الذي يعتبر الكتاب الأساس في التعامل ورد ان المرأة الحائض قاتلة ، حتى بدون ان تلمس احدا ، وورد في التلمود أيضاً تشبيه المرأة بإلغائط .
ويبدو ان رجال الدين اليهود كان شغلهم الشاغل التنكيل والإساءة الى المرأة ، لذلك لم يتركوا أي وسيلة قد تؤدي بالإهانة للمرأة إلا والصقوها بها ، وهذا احدهم القس مقار يقول :
كان اليهودي يحتقر المرأة وعفتها الى حد بعيد ، وكان عاراً عليه أن يحييها في شارع او مكان عام ، حتى لو كانت أمه او اخته او زوجته، او تتصل به بأي سبب .
ولهذا وما وصمت وتوصم به المرأة اليهودية من نعوت تقدمت ، قال القس مقار : " احرق الشريعة ولا تعلمها لامرأة .
المرأة اليهودية حرمت من الأرث في أبيها او أمها او ابنها او زوجها او الى كل ما يتصل بها من صلة ، وفي المجمل ان هناك كثير من الأحكام المجحفة في حق المرأة اليهودية واردة في " مجموعة الأحكام الشرعية للأسرائيليين .
من سياق ما تقدم من الحديث وأكثره عن المراجع اليهودية فإن المرأة اليهودية تعامل كما يعامل العبد أي ( العبد وما يملك لسيده ) وفي مواضع يعامل العبد أفضل منها .
هذا جزء بسيط اختصرناه عن تعريف حقوق المرأة في الشريعة اليهودية المحرفة ، لندلل فقط على ما كانت عليه المرأة اليهودية قبل الإسلام ، وفي الجزء الرابع وبتوفيق من الله سنتكلم عن المرأة في الشريعة المسيحية .
* الحاج صبحي القاعوري - الكويت
الجزء الأول من موضوع "المرأة قبل الإسلام وبعده" للكاتب صبحي القاعوري
الجزء الثاني من موضوع "المرأة قبل الإسلام وبعده" للكاتب صبحي القاعوري
تعليقات: