نسمع كثيراً هذه الأيام باسم «بانكسي Banksy» الفنان المُشاغب الذي تثير أعماله ورسوماته وخربشاته، على الجدران وفي الأماكن العامة، جلبة وتساؤلات حوله وحول أمثاله من الفنانين (خفافيش الليل)، الذين يحوّلون الأحداث إلى أشكال وتعليقات بطابع جماليّ استفزازيّ جديد على المشاهد العادي الذي لم يعتد هذا النوع من الفنون التشكيليّة.
فمن هو «بانكسي»، وماذا تعني هذه المفردة «غرافيتي» وما هو الدور الذي يلعبه هذا النوع من الفنون، وما هي الإشكاليّات التي تثيرها في الشارع والمجتمع؟
نشأ هذا الفن من خلال الرسم ببخاخات الأصباغ على الحوائط والجدران العامة الموجودة في الشوارع والساحات والحدائق، وقد امتدّ الأمر إلى القطارات ومحطات المترو أسفل الأرض. ولا يقتصر الأمر على تلك الدعامات، أو الحوامل، بل قد يُغطي أبنية بكامل طوابقها وارتفاعاتها. يرتبط هذا الفن بجيل الشباب حيث تتراوح الأعمار بين سنّ الثامنة وصولاً إلى سنّ الثلاثين. فهو يتطلب مهارة وخفة وهروباً سريعاً عند اللزوم. وهو يُعتبر وسيلة احتجاجيّة ذات دلالات سياسيّة واجتماعيّة ودينيّة، وما شابهها... يتمّ تنفيذه بسرعة فائقة خوفاً من إلقاء القبض على منفذيه من قبل السلطات التي تمنع هذا النوع من الفنون بسبب تطرّفه ولذعاته التي لا ترحم، والتي ترى فيه تشويهاً للأمكنة. فهو، إذًا، مُرسلة موجّهة إلى السلطات والعامة على اختلاف مشاربهم وثقافتهم وجنسيّاتهم وأعمارهم... فن نابع من نبض الشارع. تعدّدت أسماء الفنانين وصفاتهم، لكن يبقى أبرزهم الفنانون «بانكسي» و«كيث هارينغ» و«ميشال باسكيا» و«ميك» و«تاكي 183»...
يقول أحد الفنانين: «إذا أردتَ أن تعرف ماذا يحدث في مدينة ما، فانظر إلى الكتابات التي على جدرانها».
بدأ هذا الفن في ستينيّات القرن الفائت في أميركا وبريطانيا قبل أن يتحوّل إلى تظاهرة عالمية كوزموبوليتية. وهناك من يُرجع أصوله إلى فترات بعيدة في التاريخ كمغارة «لاسكو» و«ألتاميرا» كوسيلة أولى للكتابة والتعبير في التاريخ البشريّ. وهناك كشوفات لنقوش ورسوم أرَّخَت لفن الجداريّات في بلاد الرافدين منذ ثلاثة آلاف عام، أو شمال الجزيرة العربيّة، قبل أن ينتقل إلى أوروبا خلال العهدين اليونانيّ والرومانيّ.
تقوم تقنيّته عبر استعمال الرشّ بالبخاخات (السبراي) ليأتي الرسم سريعاً. ومنهم من يلجأ إلى قصّ الكرتون ليكون كليشيهاً للرش داخل فتحاته أو أشكاله المفرّغة لينطبعَ الرسم على الحائط. وقد تدوم هذه الألوان والأشكال والكتابات عشرات السنين إذا لم تتمّ إزالتها أو العمل فوقها أو تخريبها من قبل فنانين آخرين.
تعريف:
تتألف الغرافيتي من كلمتين: «التاغ» و«الغراف»؛ الأولى عبارة عن تواقيع مشفرة للفنان على رسمه، وهو أساس الغرافيتي. والثاني هو أشكال ورسوم ملوّنة متقنة الصنع شبيه بالعمل الفني أو اللوحة. والغرافيتي هو نتاج جمع كلمة إيطالية «غرافيتو» تعني الكلمات المطبوعة على الجدار. وهو يُعتبر أحد أركان فن «الهيب هوب» الناتج من الرقص مع موسيقى الراب وأغانيها حيث يروي الفنان قصصاً نابعة من حياته الخاصّة مع بعض الخيال في أغنية بإيقاع سريع، يُصاحبها رقص يتميّز بالخفة والموهبة. جاء هذا النوع من الرقص كردّة فعل على موسيقى الديسكو آنذاك. أما الكلمات فتتمحور حول الطابع الإنساني والدعوة إلى السلام والتسامح ومحبة الآخر ونبذ العنصرية. وقد أصبح الهيب هوب أسلوب حياة لكثير من الشباب، وهو يعني «مخالفة السائد بشكل فاضح».
مدينة الجداريات
بدأ هذا الفن في مدينة نيويورك الأميركيّة في ستينيّات القرن الفائت، خصوصاً في أحياء «هارلم» السوداء على يد أبرز فنانَين اثنين: «خوليو 204» و«تاكي 183».
أمّا مدينة فيلادلفيا الأميركيّة فتُعتبر الأبرز من بين مدن العالم التي تتوزع فيها رسوم الغرافيتي. فهي تترّبع على عرش ملكات هذا الفنّ. أطلق عليها البعض لقب «مدينة الجداريات». يقصدها سنويّاً ملايين السائحين والزوّار لرؤية الرسوم الموزّعة على أمكنتها الخارجيّة. كما يحجّ إليها الفنانون من مختلف أنحاء العالم لاكتساب الخبرة والمهارة من رسّاميها المحليين. من هذا المنطلق يمكننا اعتبار هذا النوع من الفنون عامل جذب سياحي للمدينة بالرّغم من ملاحقة الدولة للفنانين الذين يُعتبرون خارجين عن القانون العام بتنفيذهم لهذه الرسوم في الأماكن العامة والخاصة. هناك فنانة تُدعى «جاين جولدن» قامت وحيدة برسم ما يفوق الألفين وسبعمئة لوحة جدارية في المدينة، فاعتُبرت هذه الفنانة علامة فارقة.
وهناك أيضاً باريس التي ازدهرت فيها كتابة الشعارات أثناء أحداث 1968 والثورة الطلابيّة الشهيرة التي قلبت موازين الحياة في المجتمع الفرنسي.
وما لفت انتباهي أثناء زيارتي لمدينة جنيف السويسريّة عام 2001 هو كثرة الجداريات والغرافيتي فيها؛ فقد تحوّلت المدينة إلى لوحة فنيّة، بل قل تحفة فنيّة ومُتحفاً في الهواء الطلق، تُضاف إليها المنحوتات الموزّعة في مختلف أنحاء المدينة.
روبرت بانكسي R. Banksy :
رسام انكليزي من مواليد مدينة بريستول عام 1974. بدأت أعماله في هذه المدينة، وفي لندن، ثمّ انتقل إلى أمكنة أخرى في العالم كنيويورك ولوس أنجلس. هو بعيد عن الإعلام وغامض، يوصل رسائل احتجاجيّة بمضامين اجتماعيّة وسياسيّة وبيئيّة. اعتاد الجمهور أعماله، فيقوم بانتظار كل جديد له نظراً لما يُحدثه من ضجّة وأسئلة وفضائح. وما زال هذا الفنان يُثير اهتمام وسائل الإعلام من وقت لآخر حيث تحوّل إلى أحجية ورمز للتمرّد والآكشن. أعماله كوميديا سوداء مناهضة للحرب والرأسمالية والمؤسّسة الحاكمة، وغالباً ما تشتمل موضوعاته على الفئران والقردة ورجال الشرطة والجنود والأطفال والمسنين.
لم تقتصر أعمال هذا الفنان على الغرب، بل امتدّت إلى الشرق الأوسط، وبالأخصّ الضفة الغربيّة في فلسطين المحتلة التي زارها منفّذاً فيها أعمالاً مختلفة ساخراً من المحتل الإسرائيليّ وعنصريّته وشراسته؛ رسم على الجدار العازل الذي بناه الصهاينة للفصل بينهم وبين العرب الفلسطينيّين. من أبرز هذه الأعمال رجل يقوم بكشف الجدار كرداء أظهر زرقة البحر والسماء بمثابة رفض لهذا الجدار. أما العمل الأبرز فكان عام 2003 ويُمثل طفلة فلسطينيّة تقوم بتفتيش الجندي الإسرائيلي بعمليّة معكوسة. وهناك رسم يُمثّل فتى يرمي بالورد، وآخر لطفلة فلسطينيّة تتعرّض للتفتيش، والموناليزا التي تحمل قاذفة آر. بي. جي. وغيرها...
حصل بانكسي في العام 2007 على جائزة أفضل فنان يعيش في بريطانيا التي وزّعتها قناة «أي تي في» البريطانيّة. وكما كان متوقعاً، لم يحضر بانكسي لاستلام جائزته. وخلال العام الماضي، وتحديداً في 10/10/2013، أثار ضجّة عبر فيديو، نشره على اليوتيوب، يتناول فيه مقاتلين إسلاميّين، في سوريا، يُحاولون إسقاط طائرة. وبعد تكبيرات وتهليلات ينجح هؤلاء «المقاتلون» بإصابة الهدف الذي هو عبارة عن فيل «دمبو»، الشخصيّة الكرتونيّة في أفلام ديزني. أثار هذا الفيديو الكثير من التعليقات والتفسيرات، وفاق عدد المشاهدين، أثناء ظهوره، الخمسة ملايين مشاهد في فترة وجيزة.
وفي العام 2005 تسلل بانكسي إلى المُتحف البريطاني واضعاً قطعة من الحجارة مرسوم عليها رجل يدفع عربة تسوّق، محاولاً إظهار الحجر وكأنه مأخوذ من إحدى الكهوف لرسومات الإنسان القديم.
عام 2002 نفّذ غرافيتي مصوّراً فيه ملكة بريطانيا «اليزابيت الثانية» على هيئة شامبانزي، ودعا الجمهور إلى إقامة الحفلات بالقرب من قصرها حيث تسكن. حضر المئات من الذين لبّوا الدعوة قبل أن تتدخل السلطات وتنذر هؤلاء باعتقالهم.
وكان قد أصدر كتاباً بعنوان: «اضرب رأسك بالجدار»، باع منه أثنتين وعشرين ألف نسخة. هو يرفض عرض أعماله في الغاليريهات والصالونات الفنيّة.
جان ميشيل باسكيا:
(Jean- Michel Basquiat (1960- 1988
وُلد في بروكلين في نيويورك عام 1960. والده من «هايتي»، ووالدته سوداء من «بورتوريكو»، شجّعته على الفن منذ صغره. توفي في الثامنة والعشرين من عمره تاركاً وراءه إرثاً كبيراً من الأعمال الفنيّة بأسلوب الغرافيتي، وأثراً استوحى منه الكثير من الفنانين. تسابقت المتاحف على اقتناء أعماله التي كانت مرفوضة عندما كان يُنفّذها على الجدران وفي الشوارع. يعود الفضل في ذلك إلى فنان البوب آرت الأميركي «أندي وارهول» الذي احتضنه في السنوات الأخيرة من حياته وأطلق نجوميّته. سبب وفاته تعود إلى جرعة زائدة من الكوكايين أودت بحياته. بدأ باسكيا بالتعاون مع فنان يُدعى «دياز» بالعمل على مشروع «سامو Samo» الذي سُمّيت تلك المرحلة من حياة الفنان باسمه. بدأ بها بكتابة أقوال على الأبنية المحيطة بمدينة مانهاتن وفي الأنفاق والقطارات. كتاباته عبارة عن شعارات سياسيّة وفلسفيّة طريفة لكنها متميّزة عن باقي أقوال وأعمال الفنانين الآخرين. كان فناناً متمرّداً في أقواله وتصرّفاته. تميّزت أعماله بالدمج بين الغرافيتي والتعبيريّة التجريديّة مستخدماً أشكالاً سوداء ونصوصاً وصوراً مستوحاة من ثقافة الزنوج الشعبيّة.
«كيث هارينغ: (Keith Haring» (1958- 1990
فنان وناشط اجتماعيّ. جاءت أعماله استجابة لثقافة الشارع في مدينة نيويورك خلال ثمانينيّات القرن الفائت. بدأ عمله برسوم الطبشور في محطات المترو في أنفاق نيويورك. زار عام 1984 أوستراليا، ونفّذ أعمالاً جداريّة في «ملبورن» و«سيدني». كما زار «ريو دي جانيرو» في البرازيل، وباريس في فرنسا، ومدناً أخرى في العالم كـ«مينابولس» و«منهاتن» و«أمستردام» و«فينيكس» و«برادنبورغ» منفّذاً أعماله على الجدران. وكان قد صمّم معطفاً للمغنيّة «مادونا» لترتديه أثناء أحد استعراضاتها. كما قام بالرسم على جسد «جريس جونز» في فيديو غنائي. وافتتح متجراً في حي «سو هو» الشهير، يُعرف باسم «المتجر الشعبي» لبيع بضائع تحمل رسومه كالقمصان والدمى والملصقات، وغيرها... كما رسم على القماش، وأقام معارض عدة أبرزها في متحف «الفن الحديث» في مدينة بوردو الفرنسيّة. يدلّ هذا على أنّ بعض فناني الغرافيتي انتقلوا من الرسم على الحائط والأمكنة العامة إلى القماش والعرض في الغاليريهات والمتاحف بالرّغم من انتقاد هؤلاء الفنانين، المحسوبين على «ما بعد الحداثة»، للوحة الحامل وبرجوازيّتها...
الفنان «تاكي 183 Taki»:
فنان يوناني يُدعى ديميتريوس ناشط في شوارع نيويورك خلال تجواله كساعي بريد. وكلمة «تاكي» هي تصغير لأسماء يونانيّة. بينما الرقم 183 فيُشير إلى رقم الجادة التي يسكن بها هذا الفنان في منهاتن الشماليّة. أسمته صحيفة نيويورك «فتى الأقلام». أصبح في ما بعد ملهماً للكثير من أطفال وشباب نيويورك.
الفنان الأوسترالي «ميك Meek»:
وُلد عام 1978. بدأ عمله في الشوارع عام 2003. اقترب أسلوبه من أسلوب «بانكسي».
وقد برز نوع آخر من فن الشوارع بتقنيّة الأبعاد الثلاثة 3D ظهر في العديد من دول العالم. هذا النوع من الفن لا تُمكن رؤيته إلا من زاوية مُعيّنة. أعمال تأخذ الألباب بقوّتها وخداعها ومسرحها. تخال أنّك تحيا في عالم سوريالي صنعته أيادٍ ساحرة. أبرز فنانيه البريطاني جوليان بيفير Julian Beever والفنانة الأميركيّة تريسي لي ستوم Tracy lee Stumوالألماني إدغار مولر Edgar Muller...
الغرافيتي في الدول العربيّة
انتقلت عدوى الغرافيتي إلى الدول العربيّة ومن ضمنها لبنان حيث تكوّنت مجموعات غرافيتي تحت عناوين عدّة: «أشكمان» و«ريك» و«ب + ج« وغيرها... فنانون تتراوح أعمارهم بين الخمسة عشر عاماً والخمسة والثلاثين. بدأوا نشاطهم في تسعينيّات القرن الفائت، وازدهرت اعمالهم بعد عدوان تموز 2006. من أبرز هؤلاء الفنان «رامي المعلّم» الشاب العشرينيّ الذي بدأ نشاطه منذ سنوات قليلة. من أبرز شعاراته عام 2005 «بيروت ما بتموت» و«شعب نعسان» و«بدنا بلد» و«أجمل بلد بلاهم» و«بلاد كراسي». وقد ظهرت هذه الشعارات والرسوم في منطقة الحمرا. وهناك أيضاً غرافيتي لمجموعة أخرى من الفنانين في وسط بيروت وفي كورنيش المزرعة وفي منطقة الكرنتينا التي أتت منوّعة ولافتة. أتت المواضيع مختلفة كتصوير أم كلثوم تغني «بوس الواوا»، أو تصوير شهداء الحرب اللبنانيّة مع بعض الشعارات. وهناك كلمة «شريمي» وشخصيات الرسوم المتحرّكة، و«أبوعمار»، وعبارة «بكفّي» مُرفقة بقنبلة على وشك الانفجار...الخ. وهناك شعارات وكتابات بعد أحداث 8 أيار 2008. وهناك أيضاً الغرافيتي في المخيّمات الفلسطينيّة كمخيّم عين الحلوة في صيدا الذي برز فيه الفنان «أبو حيط» الذي بدأ نشاطه في عمر الرابعة عشرة. اشتهر بكتاباته الليليّة على جدران المخيّم التي احتلت كلّ الزوايا والمساحات. وفي مخيّم برج البراجنة برزت عام 2004 أعمال الفنان «عبد الرحمن قطناني» المتخرّج من معهد الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانيّة.
لم يقتصر الأمر على الفنانين اللبنانيّين في تنفيذ الغرافيتي، بل لقد زار لبنان فنانون أجانب نفّذوا بعض الجداريات في بيروت. كالروسي «هوريك»، و«أوراس» و«مارك دوميت» و«بوليكوفيتش» الذين استعملوا الحروف اللاتينيّة في كتاباتهم.
وقد عرفت بعض الدول العربيّة هذا الفن كـ«غزة» و«عمان»، وخلال الأحداث الأخيرة من الربيع العربي كتونس ومصر تحث على الثورة، وقبلهما العراق في عام 2004 وصولاً إلى إسطنبول التي نظمت مهرجاناً للغرافيتي تحت شعار: «اسطنبول عاصمة أوروبا الثقافية لعام 2001».
إلا أنّ هذا الفنّ يُكلّف بعض المدن أموالاً طائلة لمحوها. فقد وصل الأمر بإحدى بلديات المدن الأميركيّة الكبرى إلى تخصيص مبلغ يفوق الخمسة والخمسين مليون دولار أميركي لإزالة الرسوم وتنظيف الجدران التي تلوّنت باعمال «عصابات» الغرافيتي. وقد تكون هذه الجدران والحوائط أملاكاً خاصّة لا يقبل أصحابها بتحويلها إلى وسيلة لإيصال مُرسلتهم إلى الآخرين.
أما في مدينة جدّة السعوديّة فتمّ رصد مبلغ عشرين مليون ريال سعوديّ لمعالجة أمر الخربشات على الجدران، ووضع خطة لاحتواء المجموعات التي تقوم بهذا النوع من الرسم، ومساعدتها في تفجير طاقاتها بشكل هادف ومعبّر.
لكن هذا الفنّ، الذي يكون الغرض منه إيصال رسالة إلى السلطات أو الآخرين، حدّ من انتشاره استخدام الإنترنت كوسيلة اتصال جماهيريّة واجتماعيّة قد تكون اقوى أثراً من الغرافيتي. إنها التكنولوجيا التي تُلاحق الفنون ولمسات الأيدي أينما حلّت!!!
باختصار، نقول إنّ الغرافيتي هو فن متمرّد، هادف، ذو ثقافة شعبيّة بتعبير حرّ. مكانه الشارع. هدفه الوصول إلى أكبر شريحة من الناس. وهو كأي مدرسة فنيّة تلقى الاستهجان والرفض بداية، قبل أن تحوز على الرضى والإعجاب مع مرور الوقت. لكن ما يُميّزها عن غيرها من الفنون انها لا تتقيّد بقواعد معيّنة أو بفئة عمريّة ما دامت تثير الاهتمام والتحدّي كما هو الحال مع أبرز فناني الغرافيتي «بانكسي» المجهول، صديق المهمّشين والناقمين على الوضع الاجتماعي والسياسي السائد.
تعليقات: