جديدة مرجعيون.. لا تزال بلديتها صامدة ومتماسكة بفعل الانسجام الذي طبع تأليفها

مرجعيون –

ما كاد بعض البلديات في قضاء مرجعيون يتخطّى نصف الولاية حتى عصفت به الخلافات والانقسامات وأدّت إلى انفراط عقد عدد منها، فيما البعض الآخر يصح فيه المثل القائل: "لا تهزّو واقف على شوار". لا نقصد هنا كل بلديات المنطقة (26 بلدية)، وانما تحديداً معظم بلديات "القرى المسيحية". فباستثناء جديدة مرجعيون التي لا تزال بلديتها صامدة ومتماسكة بفعل الانسجام الذي طبع تأليفها، فإن باقي البلدات كدير ميماس وبرج الملوك والقليعة وابل السقي، تعاني خللاً واضحاً في تركيبتها أدّى إلى حلّ بعضها بسبب الاستقالات، بينما غاب التوافق والانسجام عن البعض الآخر، ما عرقل آلية العمل البلدي بشكل صحيح وساهم في ارتفاع حدّة الخلافات بالإهدار.

يختلف هذا المشهد عن باقي البلديات التي تمسك بزمامه الأحزاب الفاعلة وتحرص على إبقاء التوازن قائماً فيها، في حين أن البديات التي تشهد تجاذبات، فإنّ ضابطها الأساسي هو "الديموقراطية"، حيث لا مرجعيات حزبية أو سياسية تتدخّل، لأنّه رغم حضور الأحزاب المسيحية عبر محازبين ومناصرين، فللعائلية والحسابات الشخصية كلمتها الفصل، وهي التي دفعت الى أكثر نسبة اقتراع في الانتخابات الأخيرة 50%، في حين بلغت النسبة في القرى الشيعية 30%، الأمر الذي اضطر بعضها للجوء إلى "توافق قسري" لمواجهة لوائح أخرى.

بلدية برج الملوك لم تصمد طويلا، فالاستقالات وضعتها في تصرف القائمقام، علما ان التوافق على تقاسم الولاية استمر ستة اشهر فقط بين مرشحين للرئاسة، لتكر سبحة الاستقالات نتيجة عدم انسجام الاعضاء في ما بينهم.

في ديرميماس، استقال اربعة اعضاء العام الماضي لكنهم تراجعوا عنها، وحضورهم الجلسات او مقاطعتها يكون بحسب اهميتها، فالوفاق الذي حكم تشكيل اللائحة جامعا الاضداد لمواجهة اللائحة المنافسة، اي لائحة البلدية السابقة، لم ينسحب انسجاما طويلا، الا ان البلدية مستمرة حتى الساعة.

في القليعة، حيث آلت ظروف مواجهة لائحة البلدية السابقة الى جمع ثلاث لوائح بلائحة واحدة، مع آلية تقسيم للرئاسة بين ثلاثة مرشحين ونيابة الرئاسة بين آخرين ارضاء للجميع، انقضت السنوات الثلاث الاولى بعدم انسجام، وبدت الخلافات تتظهر علنا بسبب عدم تطبيق اتفاق تسليم الرئاسة كما هو متفق عليه، وتجري مشاورات لصيغة "تقاسم" جديدة علها تعيد "الوفاق القسري".

اما ابل السقي المعروفة بنموذجيتها، فقد عرفت في الانتخابات البلدية ايضا "بنموذجيتها وفرادتها" لجهة تقدم المرشحين وانسحابهم اكثر من مرة، ليستقروا في النهاية على عدم اجراء انتخابات واصرارهم على التزكية التي لم يتوصلوا اليها، وبقيت بيد القائمقام طوال عامين، ليفسح في المجال لانتخابات فرعية جمعت اطياف البلدة على اختلاف انتماءاتهم الطائفية والمذهبية والحزبية، لكن الانسجام والتوافق غابا عنها طوال المدة الماضية، مما ادى في النهاية الى استقالة اربعة اعضاء، وبقاؤها مرهون بعدم استقالة عضو خامس فتحل وتعود مجددا الى القائمام.

صحيح ان قانون البلديات لا يفرض شروطا على توافق اعضاء البلدية وانسجامهم، الا انه يؤخذ على الدولة غيابها عن رعاية البلديات، بشكل اكثر جدية يحفظ حقوق المواطن ولا يجعله اسير مزاج اشخاص اختاروا بأنفسهم موقع المسؤولية وانتخبهم المواطنون على هذا الاساس.

بلدية برج الملوك. (رونيت ضاهر)

بلدية ابل السقي.. جمعت اطياف البلدة على اختلاف انتماءاتهم الطائفية والمذهبية والحزبية، لكن الانسجام والتوافق غابا عنها طوال المدة الماض�